عندما رثى محمد سعيد طيب الرائد عبدالكريم الجهيمان قبل 10 سنوات

المصدر: الشبكة الليبرالية السعودية الحرة

ما أحببته عندما كان شابا .. ومسئولا

عن شئون النشر والاعلام في وزارة

المالية قبل نحو اربعين عاما .!

لقد بدا لي – يومها – على شيء من

الاستعلاء .. لم يكن مبرراً عندي ..

خاصة وانني سعيت إلى لقائه – آنذاك –

.. لا باعتباره كاتباً أو أديباً .. وانما

باعتباره رمزاً من رموز الوطنية ..

واسماً جيدا يجري تداوله – بيننا – نحن

المهتمين بالشأن الوطني وقضايا

المجتمع .!

وازداد نفوري منه عندما اشتبك مع الأستاذ الكبير محمد عمر توفيق .. رحمه

الله في خصومة شديدة – عبر الصحافة – بشأن مكة المكرمة .. بدا لي فيها

موغلا في الاقليمية .. ونحن – آنذاك – نتطلع – وبكل رومانسية الشبان الوطنيين

إلى وطن كبير .. كبير جداً ..! تموت حدوده .. وتذوب مسافاته .. في مزيج  واحد ..!

ولم يتغير رأيي .. عندما القت بنا ظروفنا المشتركة – في مرحلة الستينات –

في مركب واحد .. حيث خيارنا – أيامها – أن نمشي على الشوك ، وان نسبح

ضد التيار ، وأن نرتاد حقول الالغام .!

كانت آفاقنا مختلفة .. وكذلك وسائلنا .!

ولكن كانت حياتنا حافلة بالكثير مما هو خليق أن نتأمله .. وأن نتمثله .. وأن نتفاعل معه .!

كانت ثمة موانئ جديرة بالارتياد .!

وكانت حدائق متنوعة – من حولنا – يافعة وباسقة .!

وكانت النباتات .. تزهر – أحيانا – حتى على الصخر .!

وكانت أسراب عديدة تصدح بأسمى المعاني .. وأنبل التوجهات .!

لقد تغيرت الايام .!

غابت أشياء جميلة ونبيلة .!

ماتت أشجار كبيرة وباسقة ..

وذبلت زهور بديعة وواعدة .!

ماعلينا .!

****

وعندما تفضل وقرع بابي في الشتاء

الماضي .. بدا لي غاية في السماحة ..

والنبل .!

لقد أسر الحاضرين – أيضاً – كما

أسرني – بسماحته ونبله .. وبساطته ..

وعمقه .!

ثم عاد وشملني بعطفه وفضله .. عندما شرفني – في ليلة خاصة – حتى

اقتراب بزوغ الفجر .

كانت ليلة جميلة ورائعة .. حقاً .!

واستثنائية أيضاً .!

***

ابوسهيل .. عبدالكريم الجهيمان .!

لقد نفرت منك طيلة اربعين عاماً .!

سامحني .!

كانت لي أسبابي .!

وما أحببتك – إلا اعتباراً من الشتاء الماضي .. ولي أسبابي أيضاً .!

يا إلهي .!

هل أقدارنا . أن تأتي الأشياء النبيلة والجميلة – متأخرة – دوماً .!

ما أضيع الايام التي مرت .!

صحيح .. ان آفاقنا مختلفة – ولكن سماءنا واحدة .!

سأحرص على دوام المحبة بيننا .. حتى ينتهي ( الحفل الكبير ) وتطفأ الانوار

.. وتهدأ الموسيقى .. ويعود – كل منا – من حيث أتى .!!