المصدر : جريدة عكاظ
أحمد محمد الطويان
استغل البعض الأوضاع السياسية المضطربة في العالم العربي لتحقيق مصالح ومكاسب شخصية، ولينصبوا أنفسهم متحدثين باسم الشعب، يريدون استنساخ تجارب الآخرين، ويضخموا مشاكلنا الصغيرة متجاهلين الوطن والمواطن.
السؤال لهؤلاء هل تنتمون للمملكة العربية السعودية؟ هل تؤمنون بالمملكة؟
الانتماء الحقيقي للسعودية يعني الحرص على أمن واستقرار هذه البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ومهما كان الإنسان يشعر بعدم الرضا أو لديه وجهة نظر تخالف رؤية الحكومة لا يمكن أن يكون انتهازياً أو مسبباً لأي إشكال طالما هو في دائرة الانتماء ويؤمن بأن إصلاح البيت لا يعني هدمه.
الإيمان بالمملكة الواحدة الموحدة يعني أنه مهما بلغ الاختلاف مع الدولة مبلغه لا يعني أبداً الاختلاف على الدولة، قد يكون هناك خلاف عميق لكن المؤمن بالدولة لا يخون بلده ولا يقبل بتمزيق وحدتها.
هل «البياناتجية» ينتمون لهذه البلاد؟ أي انتماء وهم ينتهزون الفرص ويبثون الأكاذيب ويروجون للمزاعم الباطلة، يؤلبون الداخل ويفتحون الباب للإعلام الأجنبي ليتناول الأكاذيب ويضخمها وكأن ما يحصل في المملكة أمر عظيم وأنهم أصحاب البيانات، الأبطال الذين يمثلون الجماهير العريضة.
هذه وقاحة، وتظهر هذه الوقاحة في لغة البيان الذي صدر مؤخراً وسمي «بيان القطيف» كأنهم يتحدثون عن سورية أو اليمن وليس السعودية، بيان موجه للخارج، وتنبعث منه رائحة تنظيم سياسي، يجمع الكارهين، الحاقدين، الخونة.
أقول لأصحاب البيان، بيانكم لم يؤثر في الحكومة، بيانكم استفزنا نحن الشعب، لأننا نعرف تاريخكم ونعرف مآربكم ولأنكم تتحدثون نيابة عنا وأنتم معنوياً على الأقل لستم منا.
إصلاحكم مشبوه، لأن الإصلاحي لا يخون ولا يكذب ولا يبحث عن مصالحه الشخصية، ولا يؤلب ولا يختلق المشكلات، كما تعرفون أن لغة البيانات المستفزة لا تخدم الإصلاح الذي تزعمون كذباً حرصكم عليه.
في السعودية لسنا مثاليين ولكن آمنون، والأمن على رأس الأولويات، ثم تأتي بعده كل التطلعات التنموية وكل الأمور الحياتية، أما رفع الشعارات الطنانة ورفع الصوت للإضرار بالسلم الأهلي، وتعكير الحياة العامة، خدمة لمصالح خارجية وغايات سياسية، فإن هذه الجرائم سيواجهها الشعب قبل الحكومة، لأنكم لا تمثلون الإرادة الوطنية ولا تعبرون إلا عن آرائكم المشبوهة التي أظهرت انتهازيتكم أكثر من مرة.
لا تكذبوا باسم الشعب السعودي، ولا تدعوا الوطنية وأنتم تهددون الوطن، واعلموا أن المتطرف الشيعي أو السني لا جماهيرية له، والإصلاح منبعه الفضلاء الذين ينتمون للوطن ويؤمنون بوحدته.
تويتر:@altowayan