المصدر : منبر الحوار و الإبداع
* ” الأب الروحي لليبرالية” على الكتاب والسنة
* لامنا هؤلاء وغيرهم ولما جاء وقت الجد ” ما لقيناهم “!
* علاقتي مع الأمير نايف طويلة
* سأقاضي عبد العزيز مسعود و وزارته وسأطالب بالتعويض
*لا يوجد ضوء في آخر النفق ولكنني سأراه
( تلخيص وتحرير الأستاذة فوزية العيوني ، والمدونة خاصة بمنبر الحوار والإبداع)
الأستاذ محمد سعيد طيب على قناة الحرة/ الجزء الثاني ( تحرير فوزية العيوني)
* ” الأب الروحي لليبرالية” على الكتاب والسنة
* لامنا هؤلاء وغيرهم ولما جاء وقت الجد ” ما لقيناهم “!
* علاقتي مع الأمير نايف طويلة
* سأقاضي عبد العزيز مسعود و وزارته وسأطالب بالتعويض
*لا يوجد ضوء في آخر النفق ولكنني سأراه
( تلخيص وتحرير الأستاذة فوزية العيوني ، والمدونة خاصة بمنبر الحوار والإبداع)
استضاف الدكتور سليمان الهتلان الأستاذ والمستشار القانوني محمد سعيد طيب في حلقة ثانية من برنامجه على “قناة الحرة” واستكمل معه حديث الأسبوع الماضي.
د. سليمان الهتلان: يلقبك البعض بأنك ” الأب الروحي لليبرالية” ولكن هناك من يسخر منك على مقولتك ” نحن آباء الليبرالية على الكتاب والسنة “
*محمد سعيد طيب : الليبرالية هي التحرر من قيود تعيق تقدم الإنسان وليست تحررا من القيم ..
الليبرالية هي قيم ومثل عليا والكتاب والسنة تطرح نفس التوجه في المجمل وليس في التفاصيل..
عمهم جون ميلن يقول إذا كان الهدف من إسعاد البشرية يترتب عليه الإخلال بالعدالة فالعدالة أولى..
أنا مع أي توجه تنويري يسمح ويشيع ثقافة التسامح والاعتدال ويؤمن بتكافؤ الفرص
د. الهتلان : نود تحديد علاقتك بالتيار السلفي
*أجاب الأستاذ طيب: أنا لا أعادي أي تيار يتلاقى وأفكاري الإنسانية ..أنا فقط ضد الأدعياء والمتسلقين والانتهازيين..
في التيار السلفي هنا بعضهم دعاة وأصوات عالية ولكنهم لم يقدموا شيئاً لوطنهم وعلى نفس الشاكلة لدى التيار الذي يدعي أنه وطني لبرالي
وسأضرب لك مثلاً
عندما طلبنا توقيعات على أحد البيانات جفا وتنحى البعض وعندما قلنا أن الملك عبد الله قال ” مشروعكم هو مشروعي ” لامنا هؤلاء وغيرهم وقالوا لنا نحن مواطنون ومن حقنا أن تشركونا في هذا البيان وقال وهو يضحك .. ولما جاء وقت الجد”( وقت الله الله ما لقيناهم )
وفي المقابل لا يمكن أن ننكر أن هنالك رجال شجعان وأوفياء وبوجه واحد من كافة الأطياف..
الوطنية موجودة عند كل الأطياف حتى عند السلفيين
وأنا ناشط وطني أسير مع كل دعاة العدل والحقيقة
د. الهتلان: حدثنا عن علاقتك مع الأمير نايف
*الأستاذ طيب: بدأت علاقتي مع الأمير نايف منذ أكثر من 35 سنة على إثر خروجي من سجن طويل ومرير استمر خمس سنوات ونصف ..
دعاني وقال لي : الماضي مضى ونحن أولاد اليوم وتأكد أن المثقفين هم من أغلى ما عندنا
تخرب آلة يخرب مصنع بأكمله سهل علينا استجلاب كل شيء لإعادته ولكن انتم المثقفون كيف نستجلبكم ؟
وقال : نحن لسنا أنبياء .. ولا ملائكة .. نحن بشر نخطىء ونصيب وأرجو أن يكون التعامل بيننا في النور.
علماً بأننا لم نكن نعمل تحت الأرض بل في العلن وفي النور
والتواصل معه مستمر ودليلي ما أشرت اليه في الحلقة السابقة عندما قال لي الأمير محمد بن نايف أن الإرهاب ليس ثوبكم
د. الهتلان : ما موقف بعض الأطراف داخل العائلة الحاكمة منكم؟
*الأستاذ طيب: داخل العائلة هناك مؤيدون وهناك حياديون وهناك ضد..
د. الهتلان : لنتطرق إلى تجربة السجن في عام 1969م
*الأستاذ طيب: هذا السجن جرح عميق ودام ومرير أمر منه المحقق عبد العزيز مسعود
الذي حين طلبت منه تعريفي بتهمتي قال : أنك لو خضعت لتحليل لنطقت كل خلية في جسدك بأنك تكن عداءً لهذا الوطن..
أنت أفضل شيء للوطن أن تظل بالسجن..
وكان من أجل خلاصي من جبروته يطلب مني أن أدون كلاماً هو يريده ورفضت..
برأيي أن المدعو ” المسعود ” كان يتصرف باستبدادية انفرادية ولا علاقة لها بوزير الداخلية بدليل أنه لمجرد نهايته بشكل مأساوي انتهى التعذيب في السجون السعودية رغم بقاء وزير الداخلية ولكن بعد نهاية المسعود..
ومازلت أفكر في فرصة سانحة لممارسة حقي في مقاضاته ومقاضاة وزارته وسأطالب بالتعويض لأني لا أرى مسوغاً أو مبرراً لمسامحته حتى لو رأى المئات من المساجين من مدنيين وعسكريين وغيرهم وكلهم عذبوا على يديه أن يسامحوا..
لقد صفدنا بالقيود على مدى هذا الزمن ووضعنا في زنازن بحجم متر في متر ونصف لمدة 88 يوم .. صيف كامل من صيوف الرياض الحارقة
د. الهتلان :
كنت في صباك تشغل منصباً كبيراً .. مدير مكتب وزير المواصلات.. كنت مهيأً جداً للصعود ما الذي جعلك تتجه للشأن السياسي دون الطموح الوظيفي..
*الأستاذ طيب: أنا توجهت للفكر القومي العروبي قبل الوظيفة.. وكما تعرف وظيفة مدير مكتب وزير ليست منصبا كبيراً.. وحتماً كانت الفرص الوظيفية أمامي كبيرة.. محمد عمر توفيق رجل فاضل تعلمت منه كثيراً وأعطاني كثيراً من خبرته..
كنت في الثانوية عندما اعتنقت التوجه العروبي الناصري.. كان المناخ العربي بمجمله محفزاً للشباب للانضمام تحت هذا اللواء لاسيما في عام 58 حيث أعلنت الوحدة بين سوريا ومصر..
في 59 نشب الخلاف بين الملك سعود والرئيس عبد الناصر
وسجننا ليس ببعيد عن هذا الخلاف..
د. الهتلان: دعنا نتحدث عن علاقتك مع محمد سرور الصبان وعن موقفك الانتقادي له؟
*الأستاذ طيب: قصتي معه طويلة وأقرب إلى الخيال.. هو رجل دولة وشخصية فذة واستثنائية..
اعتبره أبناء جيله أنه العمدة وشيخ الإدارة الأول..وكان أبناء جيله من أمثال أحمد زكي يماني ، عبد الوهاب عبد الواسع، أحمد صلاح جمجوم، محمد عمر توفيق، وغيرهم على درجة كبيرة من الغرور والاعتداد بالذات..
ولكن إذا جاءت سيرة الصبان : كان هو العميد
أنا شخصياً كنت أختلف عن كل هؤلاء
إذ اعتبرته مثالاً للفساد ( كنت في مقتبل العمر ..يساري عارم وقليل تدبير )
مع مرور الزمن وبعد الاعتقال تكشفت لي أشياء جعلتني أعيد النظر ولكن بعد وفاة محمد سرور
وحول ذلك قصة غريبة
في المعتقل كنا محرومين من الكلام ومن التواصل مع العالم الخارجي فلا صحف ولا إعلام ولا شيء يربطنا بما هو خارج الزنزانة الضيقة ..
في غفوة منام رأيت محمد سرور الصبان في المنام.. الرجل كما هو بصورته البهية وهو معروف بأناقته
قلت له : معقول سنة وسنتين وثلاثة ما أحد يتكلم مع الحكومة
قال . . لا تكلمنا..
هذا كان حلم..
صحيت ودخلت الحمام ولقيت صفحة من جريدة طيرتها الريح وجابتها الصدفة للحمام.. كانت سفرة للجنود كما بدا لي مما علق عليها من أكل
خبأت الصفحة وخرجت وفي الزنزانة قرأت إشادة من الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي بتقرير أعده سلفه الصبان وكان التقرير هائلاً يدل على أمانة ونزاهة الصبان، فأدركت كم ظلمت الرجل..
د. الهتلان: ولماذا أثنيت على محمد بن جبير رئيس مجلس الشورى سابقاً
*الأستاذ طيب : أنا لا أعرف الرجل ولا أحد من أقاربه من قبل.. تعرفت عليه خلال محاكمتنا في المعتقل.. وبعد الإفراج تعرفت عليه كوزير للعدل ورئيس مجلس الشورى..
يتميز الرجل بنبل وصدق وشجاعة تجلت في موقفه معنا حيث نطق بالحكم قائلاً لم يثبت لدينا ما يدين هؤلاء فلا هو خطأنا ولا هو أداننا.. يبقى الرجل صفحة مضيئة في القضاء في بلادنا.
د. الهتلان: في عام 1963 كتبت في جريدة الندوة كلاماً كنت خلاله مستبشراً بمناسبة وعد الملك فيصل بإصدار النظام الأساسي للحكم وطلبت بانتخابات لمجلس الشورى .. لماذا انطفأ وهج تفاؤلك؟
*الأستاذ طيب: ظننا مع هذا الوعد أن انفتاحاً سيجري.. والحقيقة أنها مرحلة وانتهت ثم ألزمونا بالصمت
كانت مرحلة تكتيكية قصيرة وعدت..
في تلك المرحلة كنت أطالب بالانتخابات في مجلس الشورى وأرفض التعيين
اليوم أقول ببقاء المجلس على ما هو عليه وعلى مسئولية ولي الأمر وينتخب المواطنون مجلساً آخر كما في تجربة البحرين
بل كما التجربة البريطانية مجلس اللوردات ومجلس العموم
د. الهتلان: تعتز بموقف قوي للأمير طلال ( في عام 2004م) حدثنا عنه هل كان بسبب منعك من السفر؟
*الأستاذ طيب: لا .. بل بسبب الاعتقالات فأنا عضو في المجلس العربي للطفولة الذي يرأسه الأمير طلال ويضم في عضويته شخصيات كبيرة ومفكرات ومفكرين واختصاصيين وكان علينا حضور اجتماع تم التنسيق له مسبقاً فجاءت الاعتقالات مفاجئة فأمر طلال ومن معه بتعليق أعمال اللقاء تضامناً معي.
كانت علاقتي بالأمير طلال جيدة حتى جاء بيان الملكية الدستورية..فحدث نوع من الفتور.. رغم أنه هو أول من دعا إليها وأستغرب موقفه..
د. الهتلان: لنتحدث عن موقفك من الشيعة وحماسك لهم.
*الأستاذ طيب: أنا أقول أن الشيعة ليسوا طائفة بل هم جزء لا يتجزأ من نسيج هذا الوطن ومن يدعو للعنصريه ليس السياسي فصاحب القرار معترف بما نعترف به.
المتهم هو تلك الجهات المتغولة بالتطرف وإقصاء الآخرين هذه الجهات التي تسمي الشيعة بالرافضة تعتبر الوطن مزرعة أبيهم
وأنا أقول بعض السلفيين وليس كلهم.. ففي لقاء التعايش والوحدة الوطنية الذي عقد في القطيف مؤخراً حضر سلفيون وقالوا كلاماً جميلاً
على الجميع أن يعترفوا بتعددية المجتمع وأن التعايش ليس خياراً بل حتمية وبدونه سنعيش في تناقض.. كلنا شركاء ولا بد من التعايش السلمي
د. الهتلان: نتوقف أمام حرية التعبير والإعلام وهل يمكن للصحف المستقلة أن تكون حرة في تعبيرها؟
*الأستاذ طيب: لا أحد ينكر – وأنا لا أجامل لا الوزير خوجه ولا الوزير السابق مدني – أن هامشاً جديداً معقولاً حصل لحرية التعبير وعلينا التمسك وتنميته واستثماره ..
أما الصحف المستقلة، فأنه من المعروف وعلى مساحة العالم العربي أن الصحيفة التي لا تكون مدعومة من أمير أو رجل أعمال لا يمكن أن تستمر أما أصحاب الصحف المستقلة فالويل لهم!!
د. الهتلان: يستغرب الكثيرون تفاؤلك بمستقبلنا الوطني رغم حدة انتقاداتك له..
*الأستاذ طيب: عندما أسأل هل يوجد ضوء في آخر النفق.. أجيب لا .. لا يوجد.. ولكني أراه لأني إن قلت لا أراه فسنسقط في دائرة اليأس والإحباط ..
لذلك فالإصلاح مسئولية الأمة وليس القائد فقط.. الإصلاح هدف الأمة حكومةً وشعباً
أما القول بأن لنا خصوصيتنا والاستسلام لهذا المخدر أو أن الإصلاح ليس هذا وقته فهذا كلام تجاوزته المرحلة..
د. الهتلان : لو ركزنا على الأولويات في مجال الإصلاح المطلوب فكيف تحددها؟
*الأستاذ طيب: أوجزها لك بما يلي
– الشروع بتطوير النظام الأساسي للحكم
– اعتماد الفصل بين السلطات الثلاث
– دعم وتطوير وتقنين القضاء
– السماح بتكوين وتأسيس جمعيات المجتمع المدني المستقلة
– توسيع دائرة حرية التعبير في الصحافة والإعلام
– إرساء مبدأ العدالة والمساورة وحق تكافؤ الفرص
– محاسبة من تغول في التطرف والإقصاء والتمييز الطائفي والعنصري وسن التشريع الصارم ضد من يمارس هذه الأفعال ويخضع صاحبها للقضاء
د. الهتلان: توجيه رسالة أخيرة
*الأستاذ طيب : أوجه رسالة لسمو وزير الداخلية
يا سمو الوزير لقد آن الأوان لأن تكون ثقافة حقوق الإنسان ممارسة دائمة ولا بد من إخضاع الجهات التنفيذية للإحاطة بحقوق الإنسان وإلزامهم بتطبيقها أثناء تعاملهم مع الناس في كل الظروف.