برنامج المرصد الثقافي يحاور الأستاذ محمد سعيد طيب

شاهد برنامج المرصد الثقافي

المصدر : موقع منبر الحوار و الإبداع

أجرت د. نوال الحوار عبر قناة Anb خلال برنامجها ( المرصد الثقافي ) و خلال حلقتين لقاء مطولا مع الاستاذ محمد سيعد طيب

وقد قامت الاستاذة فوزية العيوني

بتحويله إلى حوار مطبوع وخصّت به منبر الحوار والإبداع

 

  • – لقد قلت أننا بحاجة إلى إصلاح شامل لا جزئي ولا ديكوري ولا في جانب دون غيره ..في كل مناحي الحياة هذا هو الإصلاح الكبير
  • – الشيعة ليسوا دخلاء على الوطن وليسوا متطفلين.. هم شركاء حقيقيون وجزء من نسيج الوطن
  • – لمسنا من بعض المتشددين تعنتاً غير مبرر وقسوة غير معقولة واستهانة لا نرتضيها للمرأة، وفي الجانب الآخر وجدنا –ومن داخل المؤسسة – أصواتاً جميلة ومضيئة
  • – إن تعبير ” قومجية ” لا أدري من أطلقة ولكني أتوقع أنه أطلق من قبل خصوم القومية والوحدة وخصوم التقدم العربي
  • – الحقيقة أن الكاتب والرائد الكبير عبد الله عبد الجبار والناقد المتألق، شخصية فريدة جداً ، وبحكم العملات النادرة
  • – موضوع – حقوق الإنسان – يجب أن يكون مسئولية عامة ومشتركة يتصدى لها كل مواطن.
  • – أتى حين من الدهر سادت فيه أجواء الإعلام السعودي غابة من العتمة ولا نتمنى أن تعود
  • برنامج المرصد الثقافي يحاور الأستاذ محمد سعيد طيب على قناة Anb

وأذيعت الحلقة الثانية : الجمعة 18 يونيه 2010

 

 

 

أذيعت الحلقة الأولى : الجمعة 11 يونيه 2010

حاورته د. نوال الحوار

مفتتح

يسعدني في هذه الحلقة من برنامج المرصد الثقافي – وعلى مدى حلقتين – أن أستضيف الباحث والناشط الأستاذ محمد سعيد طيب وأعتبر ضيفي ضيفا استثنائيا كون ما سيمكننا منه في جوانب الحوار سيشمل السياسي والفكري والإعلامي والإنساني

د.نوال : قبل أن نبحر في الحلقة والحوار أود أن أتقدم بالشكر للمؤتمر القومي كونك تأتي اليوم للمشاركة فيه وقد كنا منذ أكثر من عامين أي منذ بداية البرنامج ونحن نحاول استضافتك إلا أن ظروفاً حالت دون ذلك
فشكراً للمؤتمر الذي منحنا الفرصة للحديث معك
محمد سعيد : العفو سيدتي وقد كنت أشارككم الحرص على هذا اللقاء ولكنها الظروف كما أوردت

د. نوال : حدثني عن علاقتك بالمؤتمر
محمد سعيد : علاقتي بالمؤتمر في الحقيقة علاقة قديمة وليس مفاجئاً للمشاهدين أني قومي وأن انتمائي للقومية تم منذ عقود وقبل أن يقوم المؤتمر القومي الذي لا يتجاوز عمر انعقاده 20 عاماً بينما انتمائي للتيار القومي أقدم من ذلك بكثير وأنا في شرخ الشباب.

د.نوال : لقد خططت أن أبدأ معك في الشأن الثقافي ولكن أجدني منجرفة باتجاه السياسي
الآن في الساحة السياحية صراعات كثيرة ، في الستينات بدأ المد القومي العربي ولاحقاً انهارت الشيوعية ودخلنا في سلام ومعاهدات ومسائل
هناك من يقول أنكم – القوميون العرب – أو ” القومجية ” كما يسمونكم ، لستم سوى أصحاب شعارات وأحلام لم يتحقق منها شيء؟
محمد سعيد: سيدتي ، إن تعبير ” قومجية ” لا أدري من أطلقة ولكني أتوقع أنه أطلق من قبل خصوم القومية والوحدة وخصوم التقدم العربي ، وفي الحقيقة هذا لفظ بذيء ، أستنكره كل الاستنكار ، ونحن أكبر من الذين أطلقوه ولا يليق بهم أن يطلقوا على أحسن الناس في العالم العربي وليس أحسن بل هي شرائح من أفضل الشرائح وأخلصها للعروبة و أحرصها على الهم العربي .

د. نوال : أنا متفقة معك ولكن ، ماذا حققتم ؟ ماذا أنجزتم على مدى أكثر من ثلاثة عقود من الهم رغم ما دفعتموه من أثمان باهظة ؟
محمد سعيد: سيدتي ، القومية هي تعبير عن هوية ، عن انتماء ، فما الذي يضير الآخرين في هذا؟ ما الإزعاج الذي نسببه للآخرين عندما ننتمي لهذا العالم العربي الكبير وأن نعمل على الارتقاء والنهوض به والحرص على وحدته ؟
د.نوال : أين التلاقي والعراق أصبح أكثر من عراق والسودان أكثر من سودان وهناك مشروع الأكراد ومشروع الأمازيغية ومشروع التقسيم القائم على قدم وساق في المنطقة ؟
محمد سعيد: كل هذا هاجسنا ، لعلك راقبت افتتاح المؤتمر القومي العربي في عامه العشرين صباح الأمس ولعلك استعرضت الجالسين من – المحيط إلى الخليج – مجموعة من المناضلين والشرفاء والكرماء والنبلاء الذين أخذوا على عاتقهم حاضر هذا الوطن ومستقبله وملئوا نفوسهم بأكبر مساحات له..
هو ليس توظيفاً حزبياً ولا نقابياً ، هو فضاء يلتقي فيه كل ألوان الطيف السياسي ممن تجمعهم العروبة والوحدة – في زمن كما قلت – زمن تشتت وقطيعة وتشرذم وزمن تآمر من قوى خارجية وداخلية.

د.نوال : هناك هجمة على الهوية العربية أراها أدت إلى أزمة هوية وأزمة ثقافة عربية ؟
محمد سعيد: نعم أتفق معك ، ولكن – والله العظيم – عندما يأتي الواحد منا إلى لبنان – وأقولها ليس مجاملةً للبنانيين – صدقيني لبنان فضاء جميل ورحب.. العروبة أجدها هنا في لبنان .. في مؤتمراتهم ..وندواتهم ..في حواراتهم ..وفي مؤسساتهم الصحفية والثقافية وفي منتدياته ومعارض كتبه وفي مكتباته ودور نشره .. بديع وجميل ما نشاهده في لبنان

د. نوال : على سيرة المؤسسات الثقافية أو الفكرية أنت عضو في مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية الذي يرأسه صديقنا خير الدين حسيب
حراكك الفكري ،انتماؤك الفكري ، وتنقلك في مؤسسات بين كذا منظمة ، مركز دراسات الوحدة ..، ما الإضاءة أو الإضافة التي عززت من مفهوم أو تفكير محمد سعيد طيب ؟
محمد سعيد: مركز دراسات الوحدة ، أنا أعتبره إضافة جميلة ليس للبنان فقط وإنما للوطن العربي الكبير
وأزعم – ليس لأني عضو مجلس أمناء المركز لعدة سنوات – أن هذا المركز لا نضير في تكوينه وليس دار نشر

د.نوال: هل صحيح يصدر عنه مجموعات من الكتب ؟
محمد سعيد: العديد من الكتب وأقواها التي تعنى أشد العناية بحاضر هذه الوطن ومستقبله وقضاياه وشئونه.

د. نوال : هناك من يعيب على مركز دراسات الوحدة العربية أنه ينتج كتبا من العيار الثقيل مثلاً محمد عابد الجابري ينظر لمستقبل الإصلاح العربي .. بمعنى عناوين ثقيلة.. مواطننا العربي يريد كتباً تحكي له عن همه في حياته كيف يدرس حياته كيف مرته تطبخ كيف ..
أنا لا أسطح العقلية العربية لكن شريحة هؤلاء المثقفون لا يحبذون هذا النوع من الكتب ؟
محمد سعيد: سيدتي : ربما كان كلامك صحيحاً جزئياً وليس كلياً
أتفق معك أن بعض الكتب نخبوية وموجهة لطبقة عالية من المثقفين والباحثين ولكن لا تنسي أن هؤلاء جزء من المشهد الثقافي في الوطن العربي.. ولكن أؤكد لك أن عشرات من العناوين تقترب كثيراً من هموم المواطن العربي وقضاياه ومشاكله
يوم أمس – ونحن في افتتاح المؤتمر – وضع أمامنا كتاب جميل صادر للتو عن المركز اسمه ( حال الأمة ) كتبه مجموعة من المختصين والأساتذة عن حال الأمة عام 2009 العام الماضي شمل توصيفاً صادقاً وأميناً..

أردت أن أقول أن من الأسباب التي تؤدي لعدم الانتشار المأمول لكتبنا ومطبوعاتنا في مركز الدراسات هو أن كتاب المركز مازال في كثير من الأقطار العربية بما فيها المملكة العربية السعودية في حكم الممنوع كلياً أو جزئياً ولكنه الآن أصبح مسموحاً وقد شارك المركز في معرض الرياض الدولي وحقق نجاحاً باهراً.

د. نوال : قدتني إلى سؤال حاولت تأجيله ولكن بما أننا نتحدث عن منع الكتب ، فدعني أسأل : ما مدى سطوة مقص الرقيب على محمد سعيد طيب ؟ وكم أخذ منه ؟

محمد سعيد: هل تسألين على وجه الإطلاق ؟ أم عن الوقت الحاضر؟

د. نوال : سنرجع للماضي فيما بعد
محمد سعيد: لا .. سأقول لك بأمانة حتى لا ندلس على المشاهدين والمشاهدات
أتى حين من الدهر سادت فيه أجواء الإعلام السعودي غاية في العتمة ولا نتمنى أن تعود
في السنوات القليلة الماضية حصل تقدم وانفراج لا ينكره متابع جيد – وأزعم أني كذلك – نشعر الآن وفي عهد الوزير الجديد …..

د. نوال : كنت سأسألك .. بمجيىء د. عبد العزيز خوجه شاعرنا الرقيق وبحسب ما نعرف من امتلاكه عقلية مستنيرة .. هل ترى أنه سيحقق أو يضيف شيئاً للإعلام السعودي وتعاقب عليه كثير من …

محمد سعيد: أنا أعتقد أنه ليس مجرد سيضيف .. بل هو بدأ يضيف..
الحقيقة .. لو أخذنا على سبيل المثال لا الحصر معرض الرياض الدولي للكتاب.. كان المعرض في مجمله حقق نجاحاً كبيراً جداً وكل دور النشر المشاركة سواء من مصر أو لبنان أو جميع أنحاء العالم كانوا سعداء بهذا الهامش الجديد الذي أتيح لهم
الكثير من العناوين كانت ممنوعة ولو أن هذا التوجه – بالأمانة – بدأ في العهد السابق ورعاه الأخ إياد مدني
ولكن يبدو أن د. عبد العزيز يكمل المسيرة وأجمل من هذين الرجلين أننا نشيد في هذا الجانب الذي نتحدث فيه.. كل واحد يقول أنا ليس لي فضل أنا أنفذ توجيهات قيادتي ورئيسي .. إجابات جميلة ..

د. نوال : مطرزة !

محمد سعيد : ولكن فيها شيء من حقيقة المناخات بصفة عامة جيدة

د. نوال : خبرني أستاذ محمد فأنا في برنامجي قلة ما تظهر معي شخصيات سعودية ولذلك استطعنا في البرنامج أن نضيء على مستقبل الإعلام والنشر في عدة بلدان عربية ولذا أود أن أستغل وجودك في البرنامج لتحدثنا عن الصحافة في السعودية .. مستقبل النشر فيها والمكتبات .. كيف تراها من موقعك كمثقف ومتابع للشأن الثقافي؟

محمد سعيد:سيدتي .. في الفترة الأخيرة وباعتراف رؤساء تحرير الصحف أن هامشاً جديداً وإضافياً أتيح لهم – وإن كان فيه مناطق – ما كانوا يستطيعون أن يقتربوا منها

د. نوال : المحظور أو ما يسمى بالتابو على الموضوعات الساخنة هل صار فيها جرأة طرح الآن ؟
محمد سعيد: فيه جرأة الآن غير مسبوقة وهي تعود إلى وزير الإعلام في الدرجة الأولى من رئيسه أو قيادته حين يقول أنه يتلقى تعليماتها وتوجيهاتها.
كذلك الشأن في النشر والمكتبات .. يشعر الناس أن هامشاً جديداً أضيف حتى في النوادي الأدبية والثقافية أيضاً هنالك هامش لم يكن متاحاً.

د. نوال : قبل أن ندخل في موضوع النوادي الأدبية الذي خصصنا له محوراً في الحلقة .. كنا تحدثنا عما يسمى بمقص الرقيب وحرية الصحافة والنشر .. وقد أشدت بالتقدم والتطور الذي جرى في المشهد الثقافي والإعلامي السعودي
وقد أحضرت لك مفاجأة وهي كتاب ” مثقفون وأمير ” هذا الكتاب من تأليفك !
إذا أنت لم ترغب في التعبير عن رأيك ……. ( لم يكتمل السؤال )

محمد سعيد: هذه نصف الحقيقة
 

د. نوال : قل لي إذاً النصف الآخر

محمد سعيد: هذا الكتاب صادر عام 1991 وماكانت الأجواء و المناخات في ذلك الوقت تتيح إصدار هذا الكتاب في داخل المملكة العربية السعودية ولا نشره
هذا الكتاب عبارة عن..

د. نوال : أفكار وأطروحات !!

محمد سعيد: نعم .. وكنت آمل أن أنشره على هيئة مقالين أو ثلاثة مقالات طويلة .. لكن كل رؤساء التحرير – وكلهم أصدقائي – اعتذروا بود ولباقة فما كان أمامي سوى الذهاب إلى مصر وإصداره في هذا الكتيب المتواضع

د. نوال : ولكن عادة ما تتبنى دور النشر كتب أي مفكر أو مستشار أو أي متعاط للكتابة وتطبع الكتاب وتوزعه .. لماذا محمد سعيد طيب يطبع كتابه وهو من يوزعه ؟

محمد سعيد : والله أنا لمما أردت أن أدخل في مشاكل وتعاقدات .. وبعدين أنا ما عندي شي غير هذا الكتاب .. فقلت أحسن شيء لأكن أنا الناشر ولتكن مؤسسة الأهرام هي الموزع وينتهي كل حديث .

والحقيقة أنهم خدمونا خدمة جيدة .. ووجدت كتابي في لندن وبيروت وفي الخليج وفي كل مكان

د. نوال : من الملاحظ أن كل من يشتغل في الشأن العام إن كان مطالبة بالإصلاح أو حقوق الإنسان أو الصحافة وهي جميعها تلتقي في نهاية المطاف في زورق واحد.. يطلق على هؤلاء المثقفين ألقاب عديدة كالإصلاحيين أو الليبراليين ومنهم من يوسمون بالمتشددين وقد أطلق عليك لقب ” الليبرو إسلامي ” فاشرح لي هذا المصطلح لأن ما أعرفه أن الإنسان إما أن يكون ليبرالي أو إسلامي !

محمد سعيد : حقيقةً أنا فوجئت بهذه التسمية فقد أطلقها علي باحث فرنسي زارنا قبل عشر سنوات – قبل أحداث 9/11/2001 وكان بصدد استكمال كتاب ينوي إصداره من فرنسا عن التيارات المختلفة في المملكة وهذا الجانب لم يعتن به كثيراً و هو علاقتي بالتيار السلفي..و لعلها فرصة أني أقول ……

د. نوال : فيما يخص علاقتك بالتيار السلفي أنت حاورت بعضهم واختلفت مع بعضهم الآخر واستمرت علاقتك معهم بين مد وجزر سأضم سؤالي لسؤال المفكر الفرنسي ، ما العلاقة بينك وبين السلفيين ؟ إلى أين وصلتم ؟

محمد سعيد : سيدتي : السلفية مواطنة كما أن الليبراليين مواطنة ونحن مواطنة .. وجميعنا شركاء والوطن يتسع للجميع.. ولا يصح لفئة من الفئات أن تدعي أنها الأفضل أو الأحسن أو أنها الأقدر على خدمة أو تقديم الأفضل أو الأحسن ..

ومن هذا المنطلق تشكلت علاقتي بكل التيارات.. ولذلك أنا عمري ما اصطدمت بالتيار السلفي .. أنا وجدت نفسي في مرحلة من المراحل أمام فجوة لم تردم بعد رغم وجود قواسم مشتركة فقدمت خطوة بل خطوات باتجاه الردم لكن يبدو أن عائقين وقفا دون استكمال التلاقي في الحوار مع التيار الديني وهما قضية المرأة وقضية الشيعة

د. نوال: أنت من الناس المحسوبين على الإصلاحيين ودفعت أثمانا بسبب هذا التصنيف

الآن برأيك ما هي معوقات الإصلاح ليس في المملكة فقط بل في الوطن العربي كونك تصنف نفسك كقومي تؤمن بالوطن العربي كأسرة متكاملة

محمد سعيد :لا يعوق الإصلاح إلا الفهم الواعي والكامل والضروري لأهمية وضرورة الإصلاح
الإصلاح ليس تكتيكاً وليس خطوات ، الإصلاح يجب أن يكون الهدف الأسمى لكل أبناء الوطن حاكمين ومحكومين أصحاب قرار ومواطنين
لأن البديل عن الإصلاح هو الدخول في أنفاق مظلمة وخطرة نخشى عواقبها
لذا فنحن بحاجة إلى إصلاح شامل ، في التعليم ، والقضاء ،وفي الإدارة ، وفي السياسة وفي الأسرة ، وفي كل مناحي الحياة ولذا يجب أن يكون الإصلاح هدف الجميع ورائدهم وليس هدف فئة أو شريحة معينة تجد نفسها بمعزل عن الأمة وأصحاب القرار
لأنه هو السبيل الوحيد ولا غيره لتلافي كل الأخطار المحدقة التي نراها ونرصدها الآن .

د. نوال : قلت أنك اختلفت مع السلفيين على أمرين ، المرأة والشيعة ، فيما يخص الشيعة ولطالما اعتبرت أن “المكون الشيعي طبيعي في المجتمع السعودي ” من قال لك أن الشيعة مرفوضين في المجتمع السعودي ؟ على أي أساس بنيت نظريتك ؟

محمد سعيد: أقولها بكل أسف .. الحقيقة أنهم مازالوا مرفوضين –ولا أقول من كل المجتمع – ولكن من غلاة الناس ممن لا يعي أن الوطن يتسع للجميع..
الشيعة ليسوا دخلاء على الوطن وليسوا متطفلين .. هم شركاء حقيقيون وجزء من نسيج الوطن كما أنهم ليسوا طائفة ولا أقلية ولا فئة ، المسألة هنا لا تخضع للمزاج والأهواء وليست خاضعة لخيار أن نقبل أو لا نقبل بهم، فهم مواطنون لهم مالنا وعليهم ما علينا هم شركاء شاء من شاء ورفض من رفض من هذا المنظور ينبغي أن ننظر إلى أخوتنا الشيعة

د. نوال : وماذا عن خلافك مع المؤسسة السلفية فيما يخص المرأة ؟

محمد سعيد : للحقيقة خلافي كان مع البعض منهم وليس الكل فلا يصح أن نجمعهم جميعاً في سلة واحدة
لمسنا من البعض تعنتاً غير مبرر وقسوة غير معقولة واستهانة لا نرتضيها للمرأة وفي الجانب الآخر وجدنا –ومن داخل المؤسسة – أصواتاً جميلة ومضيئة
وزير العدل مثلاً – وهو محسوب على المؤسسة الدينية – سمعنا منه كلاماً في هذا الشأن قضية الاختلاط مثلاً يتناوله بشكل متقدم حتى على بعض أدعياء الليبرالية

د.نوال : ولكن يبقى هذا في إطار الكلام لأن المرأة في السعودية قد تكون عالمة ذرة ولكنها لا تستطيع أن تشارك في مؤتمر إلا بتصريح وتوقيع ذكر ؟

محمد سعيد : أنا أعتقد أننا في العامين الأخيرين يمكن أن نرصد هامشاً ومساحة جديدة قدمها الملك عبد الله شخصياً حين كرَم شخصية نسائية فذة على مستوى العالم وهو عمل غير مسبوق كما أن جامعة الملك عبد الله الجديدة – رغم أنها خلف أسوار – إلا أنها في النهاية هي خطوة أولى وكبيرة نحو التقدم ستتجاوز الأسوار إلى داخل المجتمع

انتهى الجزء الأول

الجزء الثاني

د. نوال : توقفنا في نهاية الجزء الأول عند المرأة وهنا أريد أن أسألك ، أنت تقول بدأ المشروع الإصلاحي الكبير في المملكة وأن المرأة أحد أجزائه وأنت تتحدث عن تطور في وضع المرأة السعودية ، هناك من يتحدث – والحديث كثير – وهناك من ينظر أيضاً ويقول أن الرجل الشرقي تظهر لديه نعرة من حيث لا يدري ..
ابنتك الشيماء ( التي تكنى باسمها ) لو أرادت أن تتسوق أو تسافر لمؤتمر مثلاً أو حتى للسياحة برفقة صديقاتها ، هل تمانع كأب شرقي بغض النظر عن فكرك وموقفك من الشأن العام ؟

محمد سعيد: أولاً أنا أتحفظ على تعبير ” المشروع الإصلاحي الكبير” الذي نسبت لي قوله ، أنا لم أقل هذا لأن المشروع الكبير لازلنا نأمل فيه
.. إن ما تراقبينه من إشارات وتعيين نساء في مناصب ونحو ذلك هي ملامح في المشروع الإصلاحي الكبير الذي نأمله لقد قلت أننا بحاجة إلى إصلاح شامل لا جزئي ولا ديكوري ولا في جانب دون غيره في كل مناحي الحياة هذا هو الإصلاح الكبير
وعودةَ إلى سؤالك :

أقولها وبدون تردد لم أكن يوماً ضد أن تأخذ زوجتي ولا بناتي حقهن الكامل في التحرك في السفر أو الحضر في التعليم سواء في الداخل أو الخارج أو حضور ندوةً أو مؤتمر أو غيره من كل أشكال الأنشطة التي يرون تواجدهن بها ولا تنسي أن أمهن برفسوره وأكاديمية معروفة في جامعة الملك عبد العزيز وهذا الموضوع اعتبريه مغطى من جانبي الشخصي ولكن في مجال المرأة هناك مسألتين هامتين

الأولى : أننا نعيش في فراغ تشريعي أرى أنه آن الأوان لتتحول الأماني والمطالب لنصوص تشريعية واضحة صادرة من السلطات المختصة سواء مجلس الشورى أو مجلس الوزراء أو ..

لقد غدت الحاجة ماسة إلى مدونة للأسرة تشمل كل ماله علاقة بالأحوال الشخصية هذه المطالب آن أوانها وأرى من التوجهات الجيدة فكرة إنشاء محاكم للأسرة كما أعلن عن ذلك مؤخراً حسب التوجه القضائي الجديد الثانية : وهذا ما أرجوه من أخواتي العزيزات – وأرجو أن لا يغضبن مني – أقول لهن ، أن المسئولية مشتركة ولكن عليهن أن يشاركن ولا بد أن يدفعن ثمناً ولابد قبل كل شيء أن تدرس التجربة ما حولها 

د. نوال : هل ترى أن المرأة بحاجة إلى إعادة تقييم ونقد وضعها ؟

محمد سعيد: لا بد أن تعمل المرأة على المراجعة ولابد أن يكون لها دور.. عليها أن لا تترك الأمور للرجال فقط ، عليها أن تضطلع بمسئوليتها تجاه قضيتها ..
المرأة الكويتية ظلت سنوات طويلة تحارب وحاربتها أختها المرأة ودخلت الانتخابات ولم تنجح امرأة واحدة

ولكن ومع استمرار وإصرار المرأة الكويتية استطاعت أن تثبت جدارتها فأخذت حقها في الانتخابات الأخيرة عام 2009م.

د.ـ نوال : دعنا نخرج من كل هذه المسارات ونتجه باتجاه مسار المستشار محمد سعيد طيب ” الإنسان “: تجربتك في تهامة ..أنت عملت أكثر من ربع قرن.
محمد سعيد : هي بالضبط ربع قرن وخمس دقائق .. ففي اليوم الأخير وحين كان الدوام ينتهي عند الخامسة مساء غادرت تهامة في الخامسة وخمس دقائق .. غادرت مكتبي ولم أعد له بعدها. 
لماذا؟

لأنها مرحلة وكان لا بد أن تنتهي.

د. نوال : ما ذا فعلت ؟ أعرف أنك عملت على نشر الأدب الحجازي والأدب الشعبي .. 

محمد سعيد: الشعبي ..لا .. لم نكن أصدقاء مع الأدب الشعبي فأنا مع الشعر الفصيح واللغة الفصحى. عموماً أنا أفخر أن تهامة قدمت مشروعاً ثقافياً جميلاً وإذا لم يقدر له أن يستمر فأنا أتفهم رغبات أصحابها ممن يملكونها.. وأصحاب المال يقررون ماذا يريدون.

في فترتي استطعت أن أقنع أصحاب المال بأن المشروع الثقافي، بالإضافة إلى كونه سمعة طيبة، فهو واجب وطني في الأساس ، من قبل ومن بعد.
وقد بدأ مشروعها حيث أصدرت تهامة مئات العناوين في الأدب السعودي أو مطبوعات تهامة التي خدمت بعض الكتاب العرب..بالإضافة إلى سلسلة كتاب الطالب والمختصة بالطالب الجامعي، إلى جانب سلسلة رسائل جامعية ومئات العناوين الموجهة إلى الأطفال والناشئة.

كل هذا يتم من خلال ما يزيد عن خمسين مكتبة تتولى في الدرجة الأولى إتاحة هذه المطبوعات للراغبين فيها في جميع أنحاء المملكة..إضافة إلى تواجدها في جميع المكتبات، ومشاركتها في المعارض الثقافية أو معارض الكتب سواءً في القاهرة أو بيروت أو المغرب أو حتى في فرانكفورت . وفي الحقيقة وجدنا تقديرا كبيرا من المسئولين ومن الأدباء ومن الكتاب، وكم هو جميل أن يجد أديب سعودي كتابه في كل المعارض، وهو مدعاة فخر لي..

د. نوال: أنت تعتقد أنك قدمت الكثير في تجربتك مع تهامة ، ولكنك في احد اللقاءات تقول : إن عبد الله عبد الجبار كثير علينا، فلماذا؟

محمد سعيد: لقد كان كثيرا علينا .. الحقيقة أن الكاتب والرائد الكبير عبد الله عبد الجبار والناقد المتألق، شخصية فريدة جداً ، وبحكم العملات النادرة. ومن أتيحت له الفرصة ليقترب من تلك الشخصية يوافقني على كل حرف أقوله.. في الحقيقة نحن غير جديرين به لأنه أكبر منا كثيرا ً، ونحن مقصرون تجاهه، وهو الآن يعيش آخر مراحل حياته وفي غروب العمر.

د. نوال : برأيك ما ذا كان يمكن أن يقدم لعبدالله عبدالجبار وجرى التقصير فيه؟ أنت كنت في تهامة ورئيسها؟

محمد سعيد: أنا أعترف بأنني لم أبذل الجهد الكافي لإقناع الأستاذ عبد الله عبد الجبار ، وكان المطلوب إقناعه أولاً – والأمر ليس سهلاً – بأن تصدر مجموعة كتبه عن تهامة…أنا استطعت وتفضّل عليّ بأن يكون مستشاراً لتهامة لمدة خمس سنوات.

د. نوال: من ساهم في طباعة كتبه الآن؟

محمد سعيد: الفضل لمعالي الشيخ أحمد زكي يماني في هذا المشروع.. وهو في الحقيقة من الناحية المادية مكلف جداً وهو مجلدات في مجموعة كاملة وإخراج جميل كلفت مئات الألوف..معالي الشيخ أعطى ميزانية مفتوحة وبلا حدود لإنجاز هذا العمل.. والفضل له أولاً في إقناع الأستاذ الكبير لأن الأستاذ تلقى عروضا من جهات عديدة لإصدار كتبه ..نوادي أدبية وناس موسرين ، وكان يرفض باستمرار.
ولما تصدى معالي الشيخ للموضوع تمت موافقة الأستاذ له ، وذلك لنواحي تتعلق بأن معالي الشيخ كان في يوم من الأيام من تلاميذ الأستاذ عبدالله ، فبدت الموافقة كتقدير شخصي محض، و كانت الثمرة هذه الكتب المتاحة لكل القراء.

د.نوال: في السياق العام عن النوادي الأدبية في المملكة ، أنت صاحب صالون أدبي ، أو تجمع ثقافي ، أو لا أدري بما ذا تصفه به ، ولكنه يعرف بالثلوثية، فهلا عرفتنا على هذه الزاوية؟

محمد سعيد: يا سيدتي .. أنتم تعطون هذا الموضوع أكثر مما يستحق وتعطونه أهمية كبيرة.

د. نوال: دعني أكمل الشق الآخر من السؤال ، فأنا لم استطع أن أطلق عليه تسمية الثلوثية كتسمية ولكنني بحثت عن الصفة لهذه التسمية فلم أجد؟
محمد سعيد: يا سيدتي ..سأريحك أنا .. هو ليس منتدى ثقافياً و لا حزباً سياسياً ولا رابطة اجتماعية ، ولا شيئا من هذا القبيل. هو مجرد مجلس خاص ألتقي فيه بزملائي.

د. نوال: هل النوادي الأدبية قصرت بحق المثقفين السعوديين عن حرية الرأي وعن طباعة الكتب المتضمنة لحرية لا رقابة عليها .. هل قصرت حتى لجأتم إلى اختراع الإثنينية والثلوثية ونحوها؟

محمد سعيد: المجالس سمة من سمات المجتمعات المتخلفة ، فلا اليابان ولا ألمانيا أو سويسرا تتواجد فيها مثل هذه المجالس .. تلك سمة المجتمعات المتخلفة والمحتقنة وذات انسداد في قنوات التعبير ، فيلجأ الناس إليها كتعويض.

د. نوال: يقدمك المجتمع والناس من حولك ورفاقك ومن تأثروا بسيرتك ، وقد شاهدت تكريمك في بيروت حيث حضر كثير من المثقفين السعوديين من مختلف الأعمار، وبأعداد كبيرة .. كلهم جاءوا ليرافقوك في حفل تكريمك..

محمد سعيد: هذا فضل منهم ..والله كلها مجاملة كريمة.. يا سيدتي .. أنا لم أقدم لوطني الكثير ..أنا أخذت أكثر مما أستحق..والوطن يستحق أكثر.
يقولون عني الناشط السياسي والناشط الوطني والاجتماعي والحقوقي ونحوه، ولكنني أؤكد أنني لم أقدم ما أتمناه ، بل قدمت حسب ما أتيح لي من إمكانات وظروف، وليس تواضعاً كما يدعي البعض ولكنها الحقيقة التي تمنيت عكسها.

د. نوال : عودة لمتن السؤال .. كيف تقيم الأندية الثقافية أو الأدبية في السعودية؟

محمد سعيد: لا شك أن أداءها متواضع جداً.. ولكننا لمسنا حراكا جيداً بدأ بعهد وزير الإعلام السابق الأستاذ إياد مدني، والآن في عهد خوجه.. هناك حراك ولكنه ليس الحراك المأمول والمتوخى ، ولا زلنا نأمل بالأفضل ، وكأن الدكتور خوجه عنده أفكار جديدة لتطوير النوادي الأدبية .

وربما تختفي هذه المسميات ..ربما تختفي الأندية الأدبية في عهد قوم ليحل محلها مراكز ثقافية تعطي النوادي الأدبية مجالا أو سع لحراك أشمل يساهم في دمج جمعيات الثقافة والفنون مع الأندية ، وربما أنتج ذلك حراكاً أكثر شمولية وحيوية.

د. نوال: دعنا نذهب إلى الشخصيات التي أثرت أو تأثر بها محمد سعيد طيب، وسأبدأ ب ” طه حسين” الذي كما تحدثنا سابقاً بأن له تأثير كبير عليك؟

محمد سعيد: كنت محظوظا..الحظ وحده وليس القدرة الثقافية ، ولاشيء من هذا القبيل.. كنت مجرد طالب في المرحلة الثانوية في تلك المرحلة ، وقد قيّض الله لنا مديراً نبيلاً وعظيماً لا نظير له ، اسمه محمد عبد الصمد فدا، في تلك الفترة جاء الدكتور العميد طه حسين رئيسا للجنة الثقافية لجامعة الدول العربية لتعقد اجتماعها في جدة بالمملكة العربية السعودية. الأستاذ محمد فدا مدير مدرستنا اختار عدداً من الطلبة لا يتجاوز عددهم تسعة طلاب ، وكنت أحدهم ، ورتب لقاء لنا مع العميد في أحد الفنادق.
كنت أحدهم ، ودعيني أصف لك اللقاء:

جلسنا في الصالون ننتظر هذه القامة السامقة ، وفجأة دخل علينا رجل طويل ، جليل ، مهيب، أنيق يلبس بدلة في غاية الأناقة ، و نظارة سوداء،يسبقه عطر باريسي أخاذ ونفاذ ملأ الصالون، وكان يتقدمه سكرتيره الشخصي واسمه الأستاذ فريد شحاته كما أتذكر..
هذا الرجل الجليل مد يده إلى جيبه وتناول سيجارة ثم جاء السكرتير وولع له السيجارة.
ثم ران علينا صمت غير معقول ، مع أنه كان معنا مدير المدرسة ، وأديب سعودي كبير جدا هو الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار.. وبكل وداعة قال لنا طه حسين : أتهابونني؟؟
ورد الأستاذ عطار في هذه اللحظة قائلاً: هيبة العلم يا دكتور.

وبدأ العميد بالحديث عن الأدب في الجزيرة العربية ، لمدة تسع دقائق، وكيف أن هذه الجزيرة هي موطن الشعر الحقيقي، وأن الحجاز هو موطن الغناء والموسيقى ، مما استفز كبار الجالسين، ثم سأل : ماذا تدرسون في الأدب العربي؟ هل تدرسون المعلقات؟

وتقدم أحد الزملاء الطلاب، وقال نعم يا دكتور.

فسأله : هل تحفظ معلقة عنترة أبن شداد؟

فأجاب الطالب :نعم

وقال له العميد:قل شيئا منها ..فأسقط في يدي الطالب الزميل لأنه لم يذكر سوى : هل غادر الشعراء من متردم أم هل وجدت الدار بعد توهم وتوقف عندها!!

وطبعاً الدكتور أنقذ الموقف ، وقال بأن هذه المعلقات لا تخلو من صعوبة ولا تخلو من جفاف، ولكني أنصحكم وكل من يكتب بأسلوب عربي مبين أو يتكلم مع الآخرين ، بأن يدرس هذه المعلقات.

كان لقاء ً جميلاً – لا أنساه – امتد على مدى ساعتين .

د. نوال: هل عملت بالنصيحة وتبحرت في الأدب العربي؟

محمد سعيد: ربما ، وبقدر المستطاع، ولكن السياسة وشئون الوطن تغلبت على ذلك .

د. نوال: المستشار محمد سعيد طيب :إلى أين وصلت في موضوع حقوق الإنسان الذي نشطت فيه ؟

محمد سعيد: موضوع حقوق الإنسان ينبغي ألا يكون رسالة شريحة من الحقوقيين الذين أتيحت لهم الفرصة أن يدرسوا الشريعة والقانون . صحيح أنهم الأولى والأجدر بأن يتقدموا الصفوف في هذا الموضوع، ولكن هذا الموضوع – حقوق الإنسان – يجب أن يكون مسئولية عامة ومشتركة يتصدى لها كل مواطن.
مصطلح حقوق الإنسان لم يكن معروفاً أو متداولاً لدينا على سنين قريبة مضت.. الآن أصبح عندنا جمعية وطنية لحقوق الإنسان ، وهيئة حكومية لحقوق الإنسان ، تثير الحراك الحقوقي ، وقد واكب ذلك ظهور بعض الأنظمة العدلية وفي مقدمتها “نظام الإجراءات الجزائية ” الذي أعده نظاماً متقدماً جداً.
و لو أن بعض الجهات – سامحها الله – تتغافل عن تطبيق بعض ما جاء فيه أو تخترق مواده ، إلا أن النظام جميل ومتميز ومتقدم ومتكامل.

د. نوال : خطر لي سؤال لم أهيئ له ، فأنت تتحدث عن المرأة وعن حقوق الإنسان ، وعن ماض جميل وعن .. وما تضمن ذلك من تضحيات أو أثمان أو انجازات .. هل تشعر اليوم أنك قدمت الرسالة التي كانت مطلوبة من محمد سعيد طيب؟

محمد سعيد: والله وبكل أمانة وبكل تواضع .. أنا لم أقدم الكثير ولا ما أتمنى ، ولو بقي من العمر بقية – وقد مضى أكثره- أتمنى أن أكمل مسيرتي وأنا رائدي الإصلاح أولاً.. وقبل الإصلاح .. المصالحة ..مع الذات ومع الفئات المختلفة.

د. نوال:على سيرة الذات ..هل تجري نقداً لذاتك باستمرار، وهل تقيم تجربتك أو مجلسك أو تجمعك الذي ترفض أن تمنحه تسمية دقيقة، رغم أن الآخرين يرونه إنجازاً كبيراً لا تعترف أنت بحجمه، حيث يراه الكثيرون إضاءة مهمة في الساحة الثقافية على مستوى المملكة؟

محمد سعيد: أثمّن آراء الآخرين الذين يتفضلون عليّ بهذا التقييم ، وإن رأوه إنجازاً يستحق فهو منجزهم، فهم شريحة ممتازة ومن تخصصات مختلفة تغني وتثري ذلك المجلس.

د. نوال: بعد المجلس..عندما تجلس إلى ذاتك أو لتحاور أم الشيماء فيما جرى من حديث ..هل تراجع كل ما جرى في عملية نقد ذاتي؟

محمد سعيد: أنا شخصياً لا أجري هذا النقد الذاتي لأني لا أعترف بأنني مخطئ في شيء، ولكن تتصدى لي دوماً أم الشيماء ، فمن واجبها أولاً كزوجة، أن تنبه إلى الخطأ والصواب، وإذا أضفنا أنها عالمة نفس فإنني أتقبل كثيراً نقدها وأعتبر رأيها هو الرأي الراجح.