إلى شباب 23 فبراير: لقد انتظرناكم طويلاً . الأستاذ محمد سعيد طيب

المصدر : جريدة الأخبار اللبنانية

محمد سعيد طيب

في هذا الربيع المبكّر، تحرّكت نخبة من الشباب السعودي، ورفعت إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز رسالة تتضمّن مطالب بالانفتاح والإصلاح والحريّة والتجديد. واقترنت المطالب باسم «شباب ٢٣ فبراير» الذي بات من معالم المشهد الفكري والسياسي في المملكة العربيّة السعوديّة (راجع «الأخبار»، ٢٨ يناير ٢٠١١). المثقف والمناضل والكاتب السعودي الذي سلك الدرب قبل هؤلاء الشباب، متسلّحاً بأفكاره القوميّة والنقديّة والتنويريّة، ودفع من حريّته وطمأنينته ثمن تلك المواقف، اختار جريدة «الأخبار»
، ليوجّه بدوره رسالة إلى هؤلاء الشباب، تتضمّن تحيّة السلف الفخور بورثته، ونصائح المحارب القديم الذي يعرف أرض المعركة. صاحب «مثقفون… وأمير» (الساقي)، يشعر الآن بأن المشعل قد انتقل فعلاً، بشكل مشرّف ومطمئن، من جيله إلى أبناء ٢٣ فبراير.
في ما يلي نصّ الرسالة:
كنا نظن ـــــ واهمين ـــــ أننا أفضل الأجيال، وأكثرها حرصاً على حاضر الوطن ومستقبله.
وكنا نظن ـــــ واهمين ـــــ أننا الأكثر اهتماماً بقضايا الوطن وشؤونه.
وكنا نظن ـــــ واهمين ـــــ أننا ـــــ وحدنا ـــــ الذين يتصدّون لقضايا الإصلاح، ويدافعون عن حق المواطن… في العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص… والمستوى اللائق الجدير به.
أحيّيكم جميعاً…
لقد انتظرناكم طويلاً…
أنتم ـــــ اليوم ـــــ محطة مهمّة في رحلة طويلة وشاقة ـــــ لكنها ليست مستحيلة!
لم نتعب، ولن نستريح لأنّ المناضلين أصحاب الأحلام الكبيرة لا يتعبون ولا يستريحون، وإنْ بدت المحطة الأخيرة لقطار العمْر شاخصة أمامهم!
ليكن التوفيق حليفكم دوماً، ولتكن المصالح العليا لوطنكم هي رائدكم وهدفكم الأسمى الذي يعلو على كل المصالح الأخرى في كل الظروف وفي جميع الأوقات.
ولتكن وسائلكم لتحقيق ذلك الهدف الكريم والنبيل:
• الحرص على الإلمام التام والدراية الواسعة، والمتابعة الدائمة لقضايا وطنكم وشؤونه بأعلى درجات الوعي والتجرّد.
• الابتعاد عن أي مظهر من مظاهر التطرف والاستعلاء غير المبرر، والنزعات القبلية والطائفية والمناطقية، وكل ما من شأنه المساس بالوحدة الوطنية.
• نبذ العنف ـــــ بكل أشكاله ـــــ والحرص على أن يكون حراككم سلمياً حضارياً.
• ليكن الاقتراب من هموم الناس ومعاناتهم من أوّل اهتماماتكم والمنبع الأساس لخطابكم، وأن لا يكون منطلقكم انفعالات التحامل والغضب بل مشاعر المحبة والتسامح.
مع كل الودّ والتقدير، سلمتم، وكان الله معكم.
* كاتب سعودي
ادب وفنون
العدد ١٣٥١ الثلاثاء ١ آذار ٢٠١١

في هذا الربيع المبكّر، تحرّكت نخبة من الشباب السعودي، ورفعت إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز رسالة تتضمّن مطالب بالانفتاح والإصلاح والحريّة والتجديد. واقترنت المطالب باسم «شباب ٢٣ فبراير» الذي بات من معالم المشهد الفكري والسياسي في المملكة العربيّة السعوديّة (راجع «الأخبار»، ٢٨ يناير ٢٠١١). المثقف والمناضل والكاتب السعودي الذي سلك الدرب قبل هؤلاء الشباب، متسلّحاً بأفكاره القوميّة والنقديّة والتنويريّة، ودفع من حريّته وطمأنينته ثمن تلك المواقف، اختار جريدة «الأخبار»

 

، ليوجّه بدوره رسالة إلى هؤلاء الشباب، تتضمّن تحيّة السلف الفخور بورثته، ونصائح المحارب القديم الذي يعرف أرض المعركة. صاحب «مثقفون… وأمير» (الساقي)، يشعر الآن بأن المشعل قد انتقل فعلاً، بشكل مشرّف ومطمئن، من جيله إلى أبناء ٢٣ فبراير.في ما يلي نصّ الرسالة:كنا نظن ـــــ واهمين ـــــ أننا أفضل الأجيال، وأكثرها حرصاً على حاضر الوطن ومستقبله.وكنا نظن ـــــ واهمين ـــــ أننا الأكثر اهتماماً بقضايا الوطن وشؤونه.وكنا نظن ـــــ واهمين ـــــ أننا ـــــ وحدنا ـــــ الذين يتصدّون لقضايا الإصلاح، ويدافعون عن حق المواطن… في العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص… والمستوى اللائق الجدير به.أحيّيكم جميعاً…لقد انتظرناكم طويلاً…أنتم ـــــ اليوم ـــــ محطة مهمّة في رحلة طويلة وشاقة ـــــ لكنها ليست مستحيلة!لم نتعب، ولن نستريح لأنّ المناضلين أصحاب الأحلام الكبيرة لا يتعبون ولا يستريحون، وإنْ بدت المحطة الأخيرة لقطار العمْر شاخصة أمامهم!ليكن التوفيق حليفكم دوماً، ولتكن المصالح العليا لوطنكم هي رائدكم وهدفكم الأسمى الذي يعلو على كل المصالح الأخرى في كل الظروف وفي جميع الأوقات.ولتكن وسائلكم لتحقيق ذلك الهدف الكريم والنبيل:

• الحرص على الإلمام التام والدراية الواسعة، والمتابعة الدائمة لقضايا وطنكم وشؤونه بأعلى درجات الوعي والتجرّد.

• الابتعاد عن أي مظهر من مظاهر التطرف والاستعلاء غير المبرر، والنزعات القبلية والطائفية والمناطقية، وكل ما من شأنه المساس بالوحدة الوطنية.

• نبذ العنف ـــــ بكل أشكاله ـــــ والحرص على أن يكون حراككم سلمياً حضارياً.

• ليكن الاقتراب من هموم الناس ومعاناتهم من أوّل اهتماماتكم والمنبع الأساس لخطابكم، وأن لا يكون منطلقكم انفعالات التحامل والغضب بل مشاعر المحبة والتسامح.مع كل الودّ والتقدير، سلمتم، وكان الله معكم.

* كاتب سعودي
ادب وفنون العدد ١٣٥١ الثلاثاء ١ آذار ٢٠١١