نادى بمحاكمة مثيري الطائفية.. محمد سعيد طيب يتحدى

المصدر :صحيفة الوئام

نادى بمحاكمة مثيري الطائفية.. محمد سعيد طيب يتحدى: لا أحد يجرؤ على استـتابتي.. و”الإصلاح” ليس حصان طروادة !

جدة – الوئام – تركي الروقي ومحمد الشنقيطي

ارتبط اسم محمد سعيد طيب بمفردتي الصراحة والإصلاح.. فمهما اختلفت معه ستجد أن المساحة أرحب، وستثير لديك أجوبته الأسئلة الأصعب.. ومن يعرفه عن كثب يُدرك أنه لم يتزحزح قيد أنملة عن مبادئه رغم ما سببته له من متاعب وإشكالات جمة في مراحل مختلفة من حياته.
وضع محمد سعيد طيب في تهامة اللبنات الأولى لمفاهيم الإعلام المتخصص وأبجديات الإعلان وأصول العلاقات العامة، وأسهم في نشر الكتاب السعودي والتعريف به في المحافل الدولية، حيث أمضى ضيفنا أكثر من ربع قرن من بياض عينيه وسواد شعره –إن بقي منه شيء- محاولاً جسر الهوة بين الإعلام التقليدي والإعلام المختص ونشر ثقافة القراءة في أمة “اقرأ” التي لا تقرأ!
حين طرق باب القانون اتهمه البعض أنه يحاول أن يعطي لسانه -الطويل أصلاً- صفة قانونية، لكنه لم يعبأ بهؤلاء بل أصبحت مآخذه القانونية أكثر جاذبية، إذ اتسق المعنى مع المبنى، وتكاملت لديه المفاهيم الحقوقية مع المفاهيم القانونية، فاستحق بعد ذلك أن يكون ناشطاً فاعلاً بحق.. حاولت الوئام هنا أن تستفز محمد سعيد طيب لتخرج بإجابات غير نمطية.. فإلى الحوار:

هل ترى أنه من الممكن أن يتحد التيار الإسلامي مع شقيقه الليبرالي في مشروع الإصلاح؟

نعم، يمكن أن يتحقق ذلك إذا وضع الجميع المصالح العليا للوطن فوق جميع الاعتبارات، وإذا ابتعد كل تيار عن المماحكاة و”اللجاج” والتمسّك بأمور ما أنزل الله بها من سلطان، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالمصالح العليا للوطن.

قلت في آخر مقابلة معك لبرنامج “البيان التالي” الذي بثته قناة “دليل” أن هناك من يجرّم تهذيب اللحية ولا يجرّم سرقة المال العام، فهل يمكنك أن تعدد أوجهاً أخرى لتسطيح المفاهيم الدينية؟

سجلّ العالم الإسلامي في الاعتداء على الحريات وحقوق الإنسان لا يبزّ أحداً، والأمثلة التي تدلّ على تسطيح المفاهيم الدينية لا حصر لها، حيث تركّز المفاهيم الدينية السائدة على سفاسف الأمور ولا تنصرف إلى معالجة التحديات الحقيقية، إذ نجد الكثير من الأطروحات حول تقصير الصلاة في السفر، ولا نجد أحداً يتحدث عن حرمة استخدام المال العام في رحلات السفر الخاصة.

كيف تثمّن تبنّي الملك عبد الله للإصلاح؟

الحقيقة أن توجه الملك عبد الله للإصلاح لا يمكن إنكاره، ونسأل الله أن يعينه وأن يشد أزره لتحقيق الأهداف المتوخاة من هذا النهج، ولا زلنا نأمل بالكثير.. لا زلنا نأمل بالكثير.

هل ترى أن نزعة الملك عبد الله الإصلاحية كفيلة بوضح حد للجدل المحتدم حول الوحدة الوطنية؟

جهود الملك عبد الله الإصلاحية آتت أكلها على أكثر من صعيد، أما الوحدة الوطنية فستظل كل جهود حفظها قاصرة إذا لم تُسنّ قوانين صارمة تجرّم كل من يحاول المساس بها أو تشويهها بنزعات طائفية أو عنصرية مقيتة، كي يُحال إلى القضاء كلّ من تسوّل له نفسه الإساءة إلى الوحدة الوطنية، وإذا ما تحقق ذلك سنخطو مرحلة مهمة توازي رؤية الملك عبد الله للإصلاح.

هل شعرت أنك تجلس على مقعد استتابة أثناء آخر مقابلة معك في قناة “دليل”؟

لا أحد يجرؤ على استتابتي، فأنا أحمل تاريخاً حافلاً ومشروعاً وطنياً لا تذروه الرياح، ولا يمكن أن يصيبه الوهن أو العطب مهما تغيّرت الظروف وتبدّلت الوقائع، لكنني منفتح على كل ألوان الطيف، ومستعد للحوار مع كل من يلتزم بالقواعد والأصول المنهجية المتعارف عليها في الحوار.

هل امتطيت مفردة الإصلاح للانتقال بشكل سلس من القومية إلى الليبرالية؟

الإصلاح مبدأ أصيل تمليه عليّ دوافعي الوطنية التي لا تشوبها المصالح الشخصية، ولا علاقة للإصلاح بالتيار السياسي الذي أتبع له، إذ لا يتعارض مفهوم القومية النابع من الهوية العربية مع مفهوم الإصلاح النابع من غيرتي على المصالح العليا للوطن.

هل أكسبك القانون النزعة الحقوقية التي بحثت عنها خلال ربع قرن من نشر الكتاب وتطوير مفاهيم الإعلام والعلاقات العامة في تهامة؟

لا أنكر أنني استفدت الكثير جداً جداً من دراستي القانونية، حيث يعدّ القانون إضافة مهمة لثقافتي العامة الضئيلة، كما أفخر بتجربتي في تهامة ودورها المؤسس على صعيد الإعلام المتخصص والعلاقات العامة، وما قدمَته من خدمة للكتاب السعودي والتعريف به في المعارض الدولية.

ألا ترى أن إفلاس المشروع القومي كان نتيجة حتمية لنهجه اليساري المتطرف؟

النهج المتطرف كان وما زال وسيظل من المعادين للمشروع القومي، وأتباع هذا النهج من المرتبطين بالقوى المعادية للأمة وفي مقدمتها إسرائيل (عساهم العمى إن شاء الله).

هل يعيش القوميون حالة من اليُتم الفكري دفعت بعضهم لقبول وصاية تيارات إسلاموية وليبرالية؟

أنا لا أعرف أحداً من العروبيين الأصلاء والصادقين مع أنفسهم ومع أهلهم وذويهم وتيارهم ممّن قَبل وصاية تيارات أخرى أياً كانت، وتظل القومية تعبيراً عن هوية وثقافة وليست مذهباً نتحلّق حوله.

في النهاية تشكرك الوئام على تجاوبك واتساع صدرك لأسئلتنا المحملة بالحيرة !

وأنا أيضاً أشكر الوئام وأرجو أن أكون أجبت على أسئلتها بما يكفي من الوضوح لتحقيق الفائدة العامة.