عبدالله العبد الباقي – ” محمد سعيد طيب” عاشق للحرية، للحقوق، للوطن الصغير و الكبير

 

و رغم سنوات السجن المتعددة و الطويلة في 64م، و 69م، و سجن الحاير و غيرها إلا أن شعله التمرد و الحرية كانت أبدا وضاءة، و لم تستطع سلاسل الحديد و لا التعذيب و لا الزنازين الانفرادية أن تكبلها أو تسقطها.
عبدالله العبد الباقي
” محمد سعيد طيب”  عاشق للحرية، للحقوق، للوطن الصغير و الكبير
من الصعب الإلمام في خمس دقائق بكل جميل و مثير في مسيرة أبي الشيماء ، إلا أنك و أنت تقلب صفحات كتاب السجين 32″ أحلام محمد سعيد الطيب و هزائمه”، تجد أن هناك خيطأ أساسيا يعبر عن هذه القامة الوطنية :أولها : عشقه للحرية التي  تمثلت منذ البواكير في شخصيته المتمردة و الحرة ، ربما كان لغياب الأب مبكرا “في سن السابعة ” دورا ما و خصوصا أنه الابن الأكبر مما جعله في مواجهة الحياه و إتخاذ القرارت ، إلا أن توقه للمعرفه  و الثقافة من سنينه الأولى هي العامل الأهم و التي جعلته لا ينتمي لحارة الشامية أو القرارة التي تنتمي لها عائلته المكية كما هو الشكل التقليدي و التي انتمى لها شقيقه “عادل ” رحمه الله ، بل فضل عليها و منذ البدء حارات أخرى ينتمي لها الأصدقاء و التي تحفل بالثقافة و العلم و المعرفة و التمرد.
يعبر الشاعر السفير ، محمد صالح باخطمه ، عن تلك المرحلة في حكايه المدرسة الثانوية في ذلك اليوم الماطر و يقول أن “الطيب” كان أكثرنا قراءة و أكثرنا جسارة حد التهور. و قد عبرت مشاركته المبكرة في الكتابة في صحيفة البلاد السعودية عبر صفحة الطلبه عن ذلك مما جعله يتعرف  مبكرا على نتاج المفكرين المصريين ، طه حسين و العقاد و الحكيم و المنفلوطي و الرافعي و المازني و سلامه موسى و غيرهم و عقده الندوات شبه الأسبوعية في بيت زميله الأديب عبدالله الجفري و تأثره و تقديره للمربي العظيم الأستاذ محمد فدا سواء في مدرسة الرحمانية حيث كان مديرها أو كمساعد له في مدارس الثغر.
عشقه للحرية جعله من أولئك المتأثرين بالثورة المصرية و شخصيه عبد الناصر الكارزميه التي تميزت بالمسلك الشخصي النقي و الانحياز إلى الفقراء و الكادحين وتصفية الاستعمار و الصهيونية  وجسدت باطروحاتها أمال و أحلام الشعب العربي الواحد.
و رغم سنوات السجن المتعددة و الطويلة في 64م، و 69م، و سجن الحاير و غيرها إلا أن شعله التمرد و الحرية كانت أبدا وضاءة و لم تستطع سلاسل الحديد و لا التعذيب و لا الزنازين الانفرادية أن تكبلها أو تسقطها.
عندما نقرأ له في مقالته “لنبدأ التجربه التي ستضيء الطريق “و التي كتبها 63 م و التي يقول فيها “إن حق الانتخابات – اليوم – من أهم الحقوق الأساسية التي يتمتع بها المواطن في معظم أنحاء العالم و تمثل في الوقت نفسه حجر الزاويه  بالنسبه لأي نظام حكم يريد تشييده على أسس ديمقراطيه سليمة …. إلى أن يقول “إن أي مجلس معين سيكون بلا شك مجلسا حكوميا و سيكون أعضاؤه من وجهة نظر الشعب أعضاء لا يمثلون إلا أنفسهم و السلطة الحاكمه ” تشعر بانتمائه للحريات و الحقوق منذ وقت مبكر و تتمنى لو أن السلطة الحاكمة آنذاك بدأت تلك التجربة التي ستضيء الطريق. و تكتشف أنك أمام مثقف عضوي حسب تعبير غرامشي حيث الصلة و التواصل و التأثر و التأثير بين المثقف و الواقع و حيث تحول المعلومه عن الديمقراطيه إلى مطلب واضح يسعى إلى تجسيده على أرض الواقع.
و حتى في سيرته في “تهامه” يتحول المشروع التجاري الناجح إلى مشروع ثقافي للوطن الصغير و الكبير، هذا بالإضافة إلى ” الثلوثية ” التي تعد أحد العلامات البارزة في عالمنا الثقافي و الحضاري و الحواري في المملكة.
الثاني :عشقه للحقوق والقانون و معرفه أهميتهما بشكل مبكر و قبل أن تصبح قضايا حقوق الإنسان في مجال التداول فرغم حصوله على بكالوريوس الاقتصاد و العلوم السياسية عبر الانتساب لجامعه الرياض و بعد أن رفض البعثة ، التي لم تلب  طموحه في دراسة القانون ، أصر  على تحقيق الحلم بالانضمام إلى كليه الحقوق في جامعه القاهرة ما أن لاحت الفرصة عبر فتح باب الانتساب إلى تلك الكلية العريقة . لأن قضية الحقوق و القانون و العدالة بالنسبة له أحد المفاتيح الأساسية لمن يريدون بناء دوله المؤسسات و القانون و العدالة  الاجتماعية .
الثالث: عشقه للوطن الذي لم يتجسد  فقط من خلال كل تلك التضحية و النضالات و السجون بل جسده من خلال التعامل و الحوار مع كافه أطياف الحركة الوطنية الإسلامية منها و القومية و اليسارية و العمل على توحيدها و تجلي ذلك في دوره المحوري في وثيقة “الرؤيا “و بقية العرائض و المطالبات الوطنية حيث لعب دور اللاحم و الشابك بين كل القوى التي ما كان لها أن تتجمع على مائدة واحدة لولا جهوده المخلصة فهو يؤمن حقا أن الوطن للجميع و على القوى الفاعلة التركيز على ما هو أساسي . مطالبا الإسلاميين لفهم الإسلام ، المتسامح و المتوافق مع العصر و متطلباته ، فالإسلام بالنسبة له مائدة عامره و ثرية بكل أصناف الطعام الشهي و البعض لازال يصر على أن يأكل فقط من صنف واحد و مطالبا الليبراليين بتنوعاتهم بالتخلص من تلك الشرائح التي تمارس النفاق و التدليس و تبرر أفعل الغرب المشينه مطالبا بالتصدي للانتهازيين و المتسلقين في كل تيار .
محمد سعيد الطيب الوطني و القومي النبيل يرى أن  القومية العربية  ، ليست متراسا  نواجه من خلفه الأفكار و التيارات الأخرى بل أنها و بعلاقاتها الخاصة بالإسلام تشكل الوعاء الحضاري الاستراتيجي لكل القوى و الأفكار و الاتجاهات التي تتصدى لكل التحديات الداخلية و الخارجية و يرى أن للأمم ألأصيله في ومضات الأزل ربيعا و إن طال الخريف.
و ها هو  الربيع العربي يتجسد على الأرض  محققا إنتصارات ، محمد سعيد الطيب ، لا هزائمه.

المصدر : موقع منبر الحوار و الإبداع

و رغم سنوات السجن المتعددة و الطويلة في 64م، و 69م، و سجن الحاير و غيرها إلا أن شعله التمرد و الحرية كانت أبدا وضاءة، و لم تستطع سلاسل الحديد و لا التعذيب و لا الزنازين الانفرادية أن تكبلها أو تسقطها.عبدالله العبد الباقي
” محمد سعيد طيب”  عاشق للحرية، للحقوق، للوطن الصغير و الكبير

من الصعب الإلمام في خمس دقائق بكل جميل و مثير في مسيرة أبي الشيماء ، إلا أنك و أنت تقلب صفحات كتاب السجين 32″ أحلام محمد سعيد الطيب و هزائمه”، تجد أن هناك خيطأ أساسيا يعبر عن هذه القامة الوطنية :أولها : عشقه للحرية التي  تمثلت منذ البواكير في شخصيته المتمردة و الحرة ، ربما كان لغياب الأب مبكرا “في سن السابعة ” دورا ما و خصوصا أنه الابن الأكبر مما جعله في مواجهة الحياه و إتخاذ القرارت ، إلا أن توقه للمعرفه  و الثقافة من سنينه الأولى هي العامل الأهم و التي جعلته لا ينتمي لحارة الشامية أو القرارة التي تنتمي لها عائلته المكية كما هو الشكل التقليدي و التي انتمى لها شقيقه “عادل ” رحمه الله ، بل فضل عليها و منذ البدء حارات أخرى ينتمي لها الأصدقاء و التي تحفل بالثقافة و العلم و المعرفة و التمرد.

يعبر الشاعر السفير ، محمد صالح باخطمه ، عن تلك المرحلة في حكايه المدرسة الثانوية في ذلك اليوم الماطر و يقول أن “الطيب” كان أكثرنا قراءة و أكثرنا جسارة حد التهور. و قد عبرت مشاركته المبكرة في الكتابة في صحيفة البلاد السعودية عبر صفحة الطلبه عن ذلك مما جعله يتعرف  مبكرا على نتاج المفكرين المصريين ، طه حسين و العقاد و الحكيم و المنفلوطي و الرافعي و المازني و سلامه موسى و غيرهم و عقده الندوات شبه الأسبوعية في بيت زميله الأديب عبدالله الجفري و تأثره و تقديره للمربي العظيم الأستاذ محمد فدا سواء في مدرسة الرحمانية حيث كان مديرها أو كمساعد له في مدارس الثغر.عشقه للحرية جعله من أولئك المتأثرين بالثورة المصرية و شخصيه عبد الناصر الكارزميه التي تميزت بالمسلك الشخصي النقي و الانحياز إلى الفقراء و الكادحين وتصفية الاستعمار و الصهيونية  وجسدت باطروحاتها أمال و أحلام الشعب العربي الواحد.

و رغم سنوات السجن المتعددة و الطويلة في 64م، و 69م، و سجن الحاير و غيرها إلا أن شعله التمرد و الحرية كانت أبدا وضاءة و لم تستطع سلاسل الحديد و لا التعذيب و لا الزنازين الانفرادية أن تكبلها أو تسقطها.

عندما نقرأ له في مقالته “لنبدأ التجربه التي ستضيء الطريق “و التي كتبها 63 م و التي يقول فيها “إن حق الانتخابات – اليوم – من أهم الحقوق الأساسية التي يتمتع بها المواطن في معظم أنحاء العالم و تمثل في الوقت نفسه حجر الزاويه  بالنسبه لأي نظام حكم يريد تشييده على أسس ديمقراطيه سليمة …. إلى أن يقول “إن أي مجلس معين سيكون بلا شك مجلسا حكوميا و سيكون أعضاؤه من وجهة نظر الشعب أعضاء لا يمثلون إلا أنفسهم و السلطة الحاكمه ” تشعر بانتمائه للحريات و الحقوق منذ وقت مبكر و تتمنى لو أن السلطة الحاكمة آنذاك بدأت تلك التجربة التي ستضيء الطريق. و تكتشف أنك أمام مثقف عضوي حسب تعبير غرامشي حيث الصلة و التواصل و التأثر و التأثير بين المثقف و الواقع و حيث تحول المعلومه عن الديمقراطيه إلى مطلب واضح يسعى إلى تجسيده على أرض الواقع.و حتى في سيرته في “تهامه” يتحول المشروع التجاري الناجح إلى مشروع ثقافي للوطن الصغير و الكبير، هذا بالإضافة إلى ” الثلوثية ” التي تعد أحد العلامات البارزة في عالمنا الثقافي و الحضاري و الحواري في المملكة.

الثاني :عشقه للحقوق والقانون و معرفه أهميتهما بشكل مبكر و قبل أن تصبح قضايا حقوق الإنسان في مجال التداول فرغم حصوله على بكالوريوس الاقتصاد و العلوم السياسية عبر الانتساب لجامعه الرياض و بعد أن رفض البعثة ، التي لم تلب  طموحه في دراسة القانون ، أصر  على تحقيق الحلم بالانضمام إلى كليه الحقوق في جامعه القاهرة ما أن لاحت الفرصة عبر فتح باب الانتساب إلى تلك الكلية العريقة . لأن قضية الحقوق و القانون و العدالة بالنسبة له أحد المفاتيح الأساسية لمن يريدون بناء دوله المؤسسات و القانون و العدالة  الاجتماعية .

الثالث: عشقه للوطن الذي لم يتجسد  فقط من خلال كل تلك التضحية و النضالات و السجون بل جسده من خلال التعامل و الحوار مع كافه أطياف الحركة الوطنية الإسلامية منها و القومية و اليسارية و العمل على توحيدها و تجلي ذلك في دوره المحوري في وثيقة “الرؤيا “و بقية العرائض و المطالبات الوطنية حيث لعب دور اللاحم و الشابك بين كل القوى التي ما كان لها أن تتجمع على مائدة واحدة لولا جهوده المخلصة فهو يؤمن حقا أن الوطن للجميع و على القوى الفاعلة التركيز على ما هو أساسي . مطالبا الإسلاميين لفهم الإسلام ، المتسامح و المتوافق مع العصر و متطلباته ، فالإسلام بالنسبة له مائدة عامره و ثرية بكل أصناف الطعام الشهي و البعض لازال يصر على أن يأكل فقط من صنف واحد و مطالبا الليبراليين بتنوعاتهم بالتخلص من تلك الشرائح التي تمارس النفاق و التدليس و تبرر أفعل الغرب المشينه مطالبا بالتصدي للانتهازيين و المتسلقين في كل تيار .محمد سعيد الطيب الوطني و القومي النبيل يرى أن  القومية العربية  ، ليست متراسا  نواجه من خلفه الأفكار و التيارات الأخرى بل أنها و بعلاقاتها الخاصة بالإسلام تشكل الوعاء الحضاري الاستراتيجي لكل القوى و الأفكار و الاتجاهات التي تتصدى لكل التحديات الداخلية و الخارجية و يرى أن للأمم ألأصيله في ومضات الأزل ربيعا و إن طال الخريف.و ها هو  الربيع العربي يتجسد على الأرض  محققا إنتصارات ، محمد سعيد الطيب ، لا هزائمه.