المصدر : مجلة الوعي العربي
الإصلاحي السعودي البارز محمد سعيد طيّب من السفر
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الحق تبارك وتعالى
الدكتور حامد متولى يكتب :: سلمت وشفيت وعفيت الأخ المناضل الناصرى الأستاذ محمد سعيد طيب :
وقفت وجلست مشدوها أمام التصرف المجرد من الشهامة وحقوق الإنسان والقيم الإسلامية العربية الذى : صدر من السلطات الأمنية القمعية السعودية ضد المناضل القومى العربى الناصرى الأستاذ محمد سعيد طيب ومنعه من الحضور للقاهرة لحضور حفل زفاف كريمته يوم الخميس الماضى , الخامس من يناير الحالى مما أدى إلى إصابته بنوبة قلبية حادة : فتعجبت وتألمت لهذه الواقعة الغريبة التى لا تحدث إلآ من : جهة جاهلة بقيم الإنسانية وحقوق الأب والإنسان لحضور وضرورة التواجد فى حفل زفاف إبنته والإحتفال بها وإستقبال الحضور والمدعووين بهذه المناسبة العائلية البحتة . فهل هذا تصرف مقبول يا ملك السعودية الملقب بخادم الحرمين الشريفين ؟؟؟!!! . وهل يقبل أحد منا جميعا كمسلمين عرب أن يمنع ملك السعودية , الملك عبدالله آل سعود من حضور حفل زفاف كريمته إلى إبن ملك البحرين وولى العهد هناك ؟ ! . لو حدث مثل ذالك لك يا خادم الحرمين الشريفين , سنقف جميعا كمصريين وأعتقد السعوديين أيضا ضد مثل هذا التصرف الإرهابى مهما كان القائمين به من التنظيمات المناهضة للحكم الملكى السعودى داخل مملكتكم لأننا نعرف وتربينا على القيم الإسلامية السامية والعروبية العريقة والإنسانية الراقية …ألخ … ألخ
وشردت وطافت بعقلى وقلبى الآيات القرآنية الكريمة والهادية إلى العدل والحق والسراط المستقيم << وإذا دخل الملوك قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة :: وإذا أردنا أن نهلك قرية أمَرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا :: صدق الله العظيم >> ويجب أن يكون واضحا لمن فى يدهم الأمر والنهى بالمملكة السعودية أنه لا تربطنى أى مصلحة أو علاقة شخصية أو أى علاقة عمل مع الأستاذ محمد سعيد طيب والله سبحانه وتعالى على ما أقول شهيد . ولكنى قرأت بعض كتبه الموجودة ببعض مكتبات القاهرة العامرة بكل ثقافات العالم ضمن إهتماماتى الأدبية والثقافية والعلمية كأستاذ جامعى وأحد الرواد القلائل فى العالم شرقه وغربه فى تخصص علم جيولوجيا البترول والمياه ضمن المدرسة العالمية بهذا الخصوص ولكن شرف لا أنفيه وفخر لا أدعيه أنى عشت زمان عبدالناصر العظيم وأحد محبيه ومستقل سياسى ولا أنتمى إلى أى حزب سياسى فى مصر أو خارجها لكى تكون الأمور كلها واضحة أمام هؤلاء الفاشست , النازيون الذين قاموا بمنع محمد سعيد طيب من حضور زفاف إبنته بالقاهرة كما أوضحت أعلاه . ويبدو لى بجلاء وصفاء النفس : أن هذا التصرف الأمنى السعودى الغاشم والمجرد من الإنسانية قد جاء رعبا وخوفا وريبة من حضور المواطن السعودى محمد سعيد طيب إلى مصر , عشقه وحبه ووطنه الثانى الذى حصل منها على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة فى عام 1995 . وشاء قدره أن يكون زفاف إبنته فى الخامس من يناير 2012 يليه الذكرى الرابعة والتسعين يوم السبت الموافق 15 يناير الجارى لميلاد الزعيم خالد الذكر المرحوم جمال عبدالناصرأنظف من حكم مصر يدا وسمعة بعد أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز , رضى الله عنه وأرضاه . يلى ذالك الذكرى الأولى لمرور عام على ثورتنا الشعبية المصرية المباركة يوم الأربعاء 25 يناير الحالى أيضا . كل هذا يحدث بإرادة الله سبحانه وتعالى جلت قدرته وعلت حكمته . وليس للمواطن السعودى المثقف أى دخل فى تتابع هذه الأحداث ؟؟؟!!! . لذالك يبدو لى أن الأمن السعودى قرر حرمان محمد سعيد طيب من حضور زفاف إبنته الذى كان يسبق تلك الأحداث المذكرة بعشرة أيام . إن المناضل السعودى <الحجازى> محمد سعيد طيب الذى تربى وعاش منذ نعومة أظافره وشبابه وهرمه يحلم بالديموقراطية <المقيدة والمحرمة> بفعل فاعل بمملكتكم يا خادم الحرمين الشريفين من حقه الشرعى والقانونى الدولى أن يحضر زفاف إبنته … ؟؟؟!!! . والصدفة القدرية البحته أننى ولدت فى أعقاب الحرب العالمية الثانية فى إحدى قرى وسط دلتا النيل من أسرة ميسورة الحال فى ذالك الزمان وأنتمى إلى سلالة أهل البيت النبوى الشريف < من نسب البطون الحسينيين > ولكنى لم أقبل أن أكون عضوا بما تسمى نقابة الأشراف فى مصر لإيمانى الذى لا حدود له بالحديث النبوى الشريف < لا فرق بين أعرابى على أعجمى إلآ بالتقوى :: و :: إذا رأيتم أنتى تهاب أن تقول للظلم ياظالم فقد تودع منها :: و :: الساكت عت الحق شيطان أخرس : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم > وأقولها بكل الوضوح إلى خادم الحرمين الشريفين :: إن جهازكم الأمنى فاشى وظالم بمنعه محمد سعيد طيب من الحضور للقاهرة للإحتفال بزفاف كريمته مما تسبب لإصابته بأزمة قلبية حادة … وكل حاكم مسئول عن رعيته ………. ألخ . ولقد قصدت بالإشارات والتلميحات عاليه أن أضع الأمور كلها بوضوح أمام حاكم السعودية قبل فوات الأوان بتدهور محتمل لصحة محمد سعيد طيب . ويشاء القدر أن محمد سعيد طيب ولد معى فى نفس عام مولدى ولكن بعدى بستة أشهر كما تبين لى من قراءة كتابه الأخير <السجين 32> الذى نشره المركز الثقافى العربى ببيروت لبنان الطبعة الأولى 2011 وحصلت عليه فى القاهرة فى شهر مارس 2011. وولد محمد سعيد طيب بمكة المكرمة , العام 1939 وتربى يتيما بعد موت والده وهو فى السابعة من عمرطفولته وعصرته آلام اليتم والجوع والحرمان من الأب ليعيش مع السيدة / والدته وشقيقه وشقيقته . وكان من حسن حظ هذا الطفل اليتيم أنه برعاية والدته وبدافع منها تلقى تعليمه الأولى فى <مدرسة الرحمانية > . ونما الطفل متأثرا ككل جيله بالثقافة المصرية العريقة والرائدة بقوميتها وعروبتها فى خمسينات القرن الماضى . ولم يقتصرعلى تأثير مصر الكنانة والعروبة , بل تعداها إلى نهضتها الثقافية والعلمية الرائدة بعد قيام ثورة 23 يوليو المجيدة . وصارت خطب صانع الثورة وقائدها ومفجرها القائد والزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر بما له وما عليه فهو فى رحاب الله وذمة التاريخ : إنه كان رحمه الله , ناصر الحق والعدل والعزة والكرامة الوطنية والعدالة الإجتماعية التى تؤرق حكام الخليج ومن يسير على نهجهم . ويعتقد المناضل محمد سعيد طيب وجيلى كله أن خطب عبدالناصر العظيم المنزه عن الخطأ والهوى , هى الوقود الوطنى وليس البترولى الذى سينفد حتما يوما ما فى المستقبل القريب أو البعيد نسبيا ولكن الوقود الوطنى ينموا ويكبر وتزداد قيمته بإستمرار وهو الوقود الحيوى الشعبى الذى يساعد النار الثورية على التوهج وشعلة القومية العربية أن تكون مشتعلة بإستمرار عالية الإرتفاع شامخة القامة . ولقد دفعت الأحداث الساسية والإجتماعية فى مصر والعالم العربى فى خمسينات وستينات القرن الماضى , المناضل القومى العربى الناصرى محمد سعيد طيب إلى الإنخراط فى النشاط السياسى داخل الأراضى الحجازية فإنضم إلى تنظيم ثورى مناهض لحكام الجزيرة العربية << الجبهة العربية لتحرير الجزيرة العربية >> ولاحقا إلى << حركة القوميين العرب >> ببيروت بلبنان . وهذا النشاط السياسى للمناضل محمد سعيد طيب كلفه دخول السجن السعودى الرهيب عام 1964 , وبعد خروجه من السجن السعودى إختاره وزير الحج السعودى فى ذالك الزمان ليكون مديرا لمكتبه . لكن بعد نكسة وهزيمة 1967 الفاعلة بأمريكا والغرب والصهيونية والتعاونين معهم من الحكام العرب .. ؟! , جعلت محمد سعيد بأحداثها المريرة على نفسى حتى الآن , أن يعاف الوظيفة بوزارة الحج السعودى وأن يتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية مثل الكثيرين فى تلك الفترة الزمنية ويظل هناك مشاركا فى تنظيمات الطلاب العرب بإختلاف مشاربهم وتوجهاتهم حتى صيف عام 1969 وعاد فى أجازة سنوية إلى وطنه لقضائها مع والدته , لكن جهاز المباحث السعودى القمعى إعتقله وألقاه فى سجن إنفرادى لمدة خمس سنوات ونصف دون محاكمة كعادة الأنظمة العربية كلها دون استثاء حتى الآن .. وخرج محمد سعيد طيب من السجن السعودى الرهيب بعد نصر أكتوبر العظيم الذى حققه الجيش المصرى الباسل , ليجد والدته التى راعته بحنانها وصدرها الحنون الدافىء مشلولة وطحنتها الأمراض فرأت إبنها محمد الخارج من كهف العبودية السعودية الرهيب وإحتاج المناضل إلى فترة طويلة ليعلم ما ألم بأسرته ووطنه العربى الكبير ولم يكن يعلم أن مثله الأعلى جمال عبدالناصر قد رحل عن الدنيا منذ ثلاثة أعوام وعاش محمد سعيد الطيب بين مرض والدته وتاريخ غيابه بمفعول رجعى ومن حسن حظه أن شقيقته إحتفظت له بالصحف والمجلات التى غطت وفاة الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر وصحف ومجلات وأحداث نصر أكتوبر العظيم .وفى لحظة صفاء مع النفس ذات يوم قرر محمد سعيد طيب أن يحقق حلمه القديم للإلتحاق بكلية الحقوق جامعة القاهرة فى عام 1991 وأن يبدأ دراسة القانون وهو فى عامه الثانى والخمسين وثابر ونال ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة دفعة مايو 1995 وأصبح من رجال القانون بجانب أنه حاصل على درجة البكالوريوس فى الإقتصاد والعلوم السياسية فى مطلع شبابه من جامعة الملك سعود . ولقد أبلغتنى تلميذتى الجيولوجية / مى أحمد تمساح وهى صديقة لكريمة وأسرة محمد سعيد طيب اليوم الأحد الساعة العاشرة مساء 8 يناير أن المناضل محمد سعيد طيب مازال بغرفة الإنعاش بأحد مستشفيات جدة . فهل هذا يرضى خادم الحرمين الشريفين أو أى إنسان له ضمير وطنى إنسانى ؟؟؟!!! . وهل يعقل أن يمنع أب من حضور زفاف كريمته لأنها فى القاهرة قبلة أحرار وأنظار وإهتمام العالم منذ تفجر ثورة 25 يناير المباركة وستظل كذالك إن شاء الله تبارك وتعالى , إنه الحق تبارك وتعالى : وحسبنا الله ونعم الوكيل
الدكتور حامد متولى
أستاذ جيولوجيا البترول بكلية العلوم جامعة القاهرة
ومستقل سياسيا :: والله ولى التوفيق