المصدر : المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان
مركز التواصل: منع الإصلاحي السعودي البارز محمد سعيد طيّب من السفر ..بشور يدعو إلى إلغاء قرار منع السفر فوراً، ويؤكّد أن حق السفر حق مكفول أخلاقياً ودينياً وقانونياً
صدر عن المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن ما يلي:
منعت السلطات الأمنية في المملكة العربية السعودية أمس الخميس الشخصية الإصلاحية البارزة في المملكة، وعضو المؤتمر القومي العربي، وعضو مجلس الأمناء في المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن الأستاذ محمد سعيد طيّب من السفر إلى القاهرة لحضور حفل زفاف كريمته، مما أدى إلى إصابته بنوبة قلبية حادة أدت إلى نقله إلى أحد مستشفيات جدّة للمعالجة.
وكان طيّب، وهو كاتب وأديب وإعلامي وحقوقي، قد سجن عدة مرات في المملكة على خلفية دعمه لسياسة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في خمسينات القرن الماضي، ثم لدوره البارز في الحركة الإصلاحية في المملكة عبر مشاركته في إعداد العديد من العرائض الإصلاحية بدءاً من العريضة المدنية الأولى المقدمة إلى الملك الراحل فهد بن عبد العزيز التي وقّع عليها أيضاً محمد عبده يماني، وعبد الله مناع، ثم عريضة “الرؤية الشهيرة” المطالبة بالملكية الدستورية حيث تعرّض طيّب بعدها للاعتقال مع 11 من رموز الحركة الإصلاحية والذين حكم على ثلاثة منهم الدكتور متروك الفالح، وعلي الدميني، وعبد الله الحامد، بالسجن لفترات متفاوتة من 7 إلى 9 سنوات ليصار فيما بعد عفو ملكي خاص عنهم، بالإضافة إلى توقيعه عريضة تطالب بالإفراج عن معتقلي جدّة (15) الذي صدرت أحكام جائرة بحقهم تصل في عمومها إلى 280 سنة، كذلك بالإفراج عن معتقلي التحركات الأخيرة في منطقة القطيف، والتأكيد على الوحدة الوطنية في الجزيرة العربية.
ولمحمد سعيد طيّب، المولود في مكّة عام 1939، دور مهم، عبر موقعه في شركة تهامة الإعلامية لربع قرن، في نشر أغلب الإنتاج الأدبي الرائد في الحجاز والسعودية كحمزة شحاته، محمد علي مغربي، طاهر زمخشري، محمد حسين زيدان، أحمد السباعي، محمد حسن عواد، أمين مدني، أحمد قنديل، وحمزة بوقري.
كما لطيّب صالون ثقافي في مدينة جدّة معروفة باسم “الثلوثية” يستضيف به أبرز المثقفين العرب من داخل المملكة وخارجها، كما كان من دعاة الحوار والإصلاح والذي تضمنه كتابه الشهير بعنوان “مثقفون… وأمير” وقعه باسم مستعار، وأعاد طبعه قبل عام في بيروت من خلال المركز الثقافي العربي ليوقعه آنذاك في معرض الكتاب العربي الدولي في العاصمة اللبنانية.
وكما وقّع طيّب مع الكاتب السعودي المعروف أحمد عدنان كتاب أعدّه عدنان عن طيب بعنوان “السجين 23، أحلام محمد سعيد طيب وهزائمه”، وقد قدّم للكاتب الأستاذ محمد حسنين هيكل.
وكان تجمع اللجان والروابط الشعبية في لبنان قد استضاف محمد سعيد طيّب في عشائه السنوي في 15/1/2010 في فندق البريستول في بيروت بحضور حوالي ألف شخصية لبنانية وعربية وذلك احتفاءً به بعد خروجه من السجن والسماح له بالسفر.
طيّب شارك أيضاً في (المؤتمر العربي العام) الذي انعقد في أواخر شباط/فبراير 2011، وكان مخصصاً للثورات الشعبية العربية، كما شارك في دورة المؤتمر القومي العربي الحادية والعشرين التي انعقدت في بيروت عام 2010.
بشور يدعو إلى إلغاء منع السفر
وكان رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن قد دعا في بيان خاص السلطات السعودية إلى إلغاء قرار منع سفر طيّب والعديد من زملائه الناشطين الإصلاحيين، وإلى الإفراج عن كل معتقلي الرأي في المملكة، مؤكداً أن مثل هذه التدابير في المملكة أو غيرها من دول المنطقة من شأنها أن تزيد الاحتقان والتوتر لدى الأحرار والمثقفين والأجيال الجديدة، وأن تكشف عن عمق الجهل لدى أصحاب هذه التدابير بما يدور في المنطقة والعالم.
بشور رأى إن منع طيّب السفر لحضور حفل زفاف كريمته يشكّل أيضاً خروجاً عن أبسط التقاليد العربية والإسلامية والأخلاق الإنسانية، وعن كل المواثيق والقوانين والأعراف، داعياً إلى الرجوع الفوري عن هذا القرار الذي يسلب المواطن واحداً من أبرز الحقوق الإنسانية وهو حق التنقل والسفر الذي لا يجوز إعاقته إلاّ بحكم صادر عن هيئة قضائية مختصة.
التاريخ: 6/1/2012