بيان علماء القطيف ‘خمسة وخميسة’

المصدر : ميدل ايست اون لاين

المخجل في البيان أيها السادة الأفاضل أنكم تطالبون الدولة بالتأكيد على انضباط الأجهزة الأمنية لكي لا تتكرر الحوادث المدانة، وإني لأعجب أي حوادث مدانة تتحدثون عنها ولماذا عجزت كلماتكم عن التعبير عنها بكل وضوح وشفافية كما فعلتم في بداية البيان.

ميدل ايست أونلاين

بقلم: سامي جاسم آل خليفة

ليسمح لي أحبتي الشيعة أن أخالف عادتهم السنوية ونحن على أبواب شهر محرم في تقديم وصلات راقصة قبل بداية الشهر فرحاً بالبيان الذي أصدره جمع من علماء القطيف حول أحداث القطيف.

فقد عبر هذا البيان بكل وضوح عن إدانة صريحة للشباب الذين تظاهروا في حي الشويكة والعوامية باستخدام القوة والابتعاد عن السلمية وهو وضوح قلما نجده عند الشيعة الروافض الذين عرفوا بالتقية وتقوى الله في السر والعلن فمعنى المطالبة بالحقوق ورفع التمييز الطائفي حق مشروع للمجتمع بالأساليب السلمية، وليس كما فعل هؤلاء الشباب من مثيري الشغب المغرر بهم الذين يجرون رجال الأمن والمواطنين إلى مواجهات عبثية تحقيقا لأهداف مشبوهة لأسيادهم في الخارج.

نعم هي دعوة صادقة من علماء عرفناهم قامات رفيعة ليس في مجتمع القطيف فحسب بل في أرجاء المملكة ولثقتي الكبيرة في تلك القامات أجد ما عبروا عنه مدعاة للفرح والبهجة والتراقص على كل حرف من حروفه وليعذروني في الرقص على تواقيعهم نهاية البيان لصعوبة الرقص الشرقي فلا أجيد التمايل ولا الهز واللف والدوران التي أجدها في تواقيعهم حفظهم الله فكل قدرتي رقص مكسيكي لا يبتعد عن رفع ثيابي تارة وإنزالها تارة أخرى.

المخجل في البيان أيها السادة الأفاضل والذي نغص علينا فرحتنا بكم أنكم تطالبون الدولة بالتأكيد على انضباط الأجهزة الأمنية لكي لا تتكرر الحوادث المدانة وإني لأعجب أي حوادث مدانة تتحدثون عنها ولماذا عجزت كلماتكم عن التعبير عنها بكل وضوح وشفافية كما فعلتم في بداية البيان وهل لديكم أي شكوك حول الأجهزة الأمنية التي تسعى لحفظ الأمن والمواطن وتدافع عن نفسها من عبث أبنائكم وإخوانكم الأعزاء الذين وصفتموهم بتلك الألقاب في بيانكم ممن يرفضون كما تقولون ظاهرة العنف واستخدام القوة ويتمسكون بالأساليب الحضارية وهو أسلوب حض وترغيب كما أفهمه لغوياً كما يقول الأب لابنه وهو يعبث بأشياء المنزل ويخرب حاجاته “لا يا ولدي أنت مؤدب وفاهم ما تسوي كذا”.

ولهذا أجد في دعوتكم للدولة بالتأكيد على ضبط النفس لأجهزتها الأمنية أمرين :

الأمر الأول: إما أنكم تعنون الدولة بارتكاب تلك الحوادث المدانة وهذا ما لا نعتقده ولا نؤمن به يقيناً كما اعتقادنا جازمين أنكم لا تستطيعون الإفصاح عنه أو إفشاء سره من قلوبكم.

الأمر الآخر: إنكم تتهمون أبناءكم وإخوانكم بارتكاب أعمال إجرامية ضد رجال الأمن وتطالبون الدولة بضبط النفس تجاههم وعدم استخدام السلاح ضد أي اعتداء يتعرضون له.

ولا أدري نتيجة لذلك الاستنتاج هل ترقصون على جراح أبنائكم وإخوانكم أم ترقصون على أوتار الوطنية وتتنكرون لمجتمع القطيف وأنتم بعد ساعات قليلة ستجلسون خطباء على المنبر الحسيني تقدمون الوعظ والتبليغ والمصيبة الحسينية ومخجل أن تكون قلوبكم في ناحية وسيوفكم في ناحية أخرى.

أيها العلماء الأشاوس دام ظلكم الوارف أجد في بيانكم نغمات كثيرة لكنها ذات إيقاعات سريعة ومفردات غامضة أصابتني بالغثيان وأنا أدور راقصاً حول روعتها ويشاركني في ذلك كما أدعي والإدعاء مطية الكذب كما في مصطلحاتكم الحوزوية كثير من أبنائكم وإخوانكم في العقيدة والوطن لا سيما ما جاء في مطالبتكم بتفعيل لجنة التحقيق ولا أعلم عن أي لجنة تتحدثون.

فإن كنتم مع الأمر الأول الذي يجعل الدولة هي من قامت بتلك الحوادث المدانة كما تقولون فأي غاية ترجونها أيها القوم من تشكيل لجنة للتحقيق وممن هذه اللجنة هل من الدولة نفسها أم من جهة محايدة.

وإن كنتم مع الأمر الثاني فلستم بحاجة لتفعيل لجنة للتحقيق فيما ارتكبه أبناؤكم وإخوانكم من أعمال عنف وإجرام ضد رجال الأمن وهذا مالا نقره ولا نرتضيه فرجال الأمن إخواننا ولهم الكرامة وعصمة الدم تماما كأي فرد في أرض الوطن.

بالمقابل اسمحوا لي أن أعبر راقصاً عن صادق مودتي وامتناني لكن لا يظن القارئ أنهما إيرانيان فمودتي وامتناني هما نابعان من نفسي التي وجدت في بيانكم عبثية وممارسات إجرامية في حق عاشوراء حينما فصلتم الشعائر الحسينية عن الواقع تحت بند أن يمارس الجميع حريتهم في إقامة الشعائر دون حرج أو قلق وكان حرياً بكم أن تربطوها بواقعكم وتحثوا أبناء أمتكم الشيعية للتحلي بأخلاق عاشوراء وقيمها وتضحياتها وتعززوا روح الولاء للعقيدة وحب الأوطان.

ولا أعلم أي حرج أو قلق تقصدون يا حجج الله في أرض القطيف فكل عام تمارسون شعائركم بكل حرية وبدون قلق ولم نر أو نسمع أن الدولة أغلقت بعض الحسينيات في القطيف أو الأحساء بل كانت الدولة المعينة والداعمة والحامية فأي شيء سيتغير في عاشوراء هذا العام حتى تطالبوا بإبعاد تلك الشعائر الحسينية عن الأحداث الجارية؟ فالدولة حماها الله كانت وما تزال معكم وتأخذ بأيديكم إلى أعناقكم وما عليها من عمائم سوداء أو بيضاء وستظل سائرة على ذلك النهج الذي عرفت به مع التزامها الدائم بضبط النفس قدر الإمكان.

أخيراً “خمسة وخميسة” لبيانكم سائلين المولى أن يحفظكم ويحفكم برعايته وأن يحفظ تراب هذا الوطن من كل شر ومكروه وأن يرد كيد الحاقدين وأصحاب النوايا السيئة إنه سميع مجيب.

سامي جاسم آل خليفة