المصدر : جريدة الوطن
البيان الذي قام بتوقيعه عدد من المثقفين وآخرون معهم، على الأحداث التي جرت في العوامية الفترة الماضية جاء مخيباً للآمال ومثيرا للغرابة! ثمة أسماء وقّعت البيان أحمل لها احتراما بالغاً.. وهو ما يدفعني لأن أستنطق هؤلاء السادة الأفاضل بحثاً عن إجابة للأسئلة التي تقافزت أمامي فور قراءتي للبيان الغريب.
يقول السادة الموقعون على البيان:” ندعو المواطنين وخصوصا الشباب في المنطقة إلى عدم الانزلاق إلى أي شكل من أشكال العنف أو استخدام السلاح”.. ويقولون في فقرة أخرى: “إن الهروب من الواقع المتأزم في المنطقة وإلقاء اللوم على التأثيرات والارتباط بالخارج والتشكيك في الولاء للوطن، تحت لافتات إقليمية أو دولية، يفضي إلى الكراهية ويؤجج الطائفية ويؤدي إلى تمزيق المجتمع”. وفي هذا خلط صريح للأوراق يدركه الإنسان البسيط.. التهمة تنزع من المتهم وتوضع على ظهر البريء الذي لا علاقة له بها.. فأي شباب هؤلاء الذين يطالبهم موقعو البيان إلى عدم الانزلاق أو استخدام السلاح؟ وأي مواطنين هؤلاء الذين يزعم موقعو البيان أن لهم علاقة بما يجري؟!
المواطن هو الذي ينتمي لهذا الوطن ويحافظ عليه وعلى استقراره ـ حتى وإن لم تعجبه الحال والأحوال ـ أما هؤلاء الإرهابيون فلا يدركون القيمة الحقيقية لوحدة البلد وتماسكه.. هؤلاء فئة ضالة كغيرهم من الفئات الضالة نعرف غاياتها الحقيقية.. فلماذا يقفز الموقعون على البيان على الحقائق، على الرغم من وضوحها وضوح الشمس؟! أم إن الضلال والضلالة يتم توزيعها على الفئات حسب المزاج العام؟! عتب بحجم المحبة على الزملاء المثقفين الذين وقعوا على البيان وقاموا بخلط الأوراق، وأساؤوا لأهل القطيف الذين ليس لهم علاقة بهذه المجموعة الإرهابية.. أهل القطيف الذين نعرفهم، وزاملناهم على مقاعد الدراسة وفي الوظيفة، ونعرف طيبتهم ونقاء معدنهم واعتدالهم، ونعرف ـ وهذا الأهم ـ مدى انتمائهم الصادق وولائهم الحقيقي لهذه البلاد.
صالح الشيحي