رحم الله الأستاذ محمد فدا

المصدر : جريدة عكاظ

الدكتور. محمد عبده يماني

رحم الله أستاذنا المربي الفاضل الاستاذ محمد عبدالصمد فدا، فقد كان من رجال التعليم المخلصين، وجاهد في سبيل تطوير الأداء المدرسي، وكان يدعو إلى احترام الطالب وتكريمه، والسماح له بالتعبير عن رأيه وتشجيع مواهبه.

 

 

 

وقد فرحت بصدور كتاب زميلنا الحبيب السيد عبدالله الجفري، فهو خير من يكتب عن هذه الشخصية، ولم استطع أن اعتب لعدم تزويدي بنسخة من هذا العمل الذي هو من أحب الأعمال إلى قلبي وذلك لان حبيبنا الاستاذ الجفري لا نجرؤ على عتابه ونلتمس له عذراً على طريقة (التمس لصديقك عذراً) وقد سامحناه في نشأته وشبابه ولم نعتب وكما يقال عندنا في مكة: (حملها السبب)) ولكن له الشكر كل الشكر على عنايته بهذه الشخصية الفذة، وسيرة الفقيد الكبير المربي الاستاذ محمد عبدالصمد فدا.
وقد قرأت المقدمة التي نشرها الأخ محمد سعيد طيب في جريدة «عكاظ» يوم الجمعة، وهو من أقرب الشخصيات للاستاذ فدا فقد كان هو والأستاذ الجفري ممن يدللهم رحمه الله ويعنى بهم ويبشر بمستقبل زاهر لهم، وكانوا أوفياء له لانه كان وفياً مع أهله ومعلميه وخاصة السيد اسحق عزوز، والاستاذ ابراهيم نوري، وكان السيد اسحق عزوز على مقربة منه ويحن عليه ويوجه مسيرته.

 

والرجل رحمه الله يستحق فعلا ان نذكر بتاريخه، وان نسمي باسمه مرفقا من مرافقنا التعليمية، هو وأمثاله من رجالات التعليم الذين خدموا هذه المسيرة التعليمية وكرسوا حياتهم لها، ولكني بعد ان قرأت مقدمة الأخ (أبو الشيماء) ولاحظت من خلالها الحب الذي عبر عنه بعبارات رقيقة وجميلة، لكنني كرهت ان استلم رسالة على التليفون من الاخ محمد سعيد طيب، تدعو إلى عدم قراءة ما نشر في هذه الجريدة ويرجو عدم توزيعها أو النطق بها واستغربت هذا؟ وكيف يجرؤ أبو الشيماء على أن يكمم أفواهنا ويمنعنا من قراءة سيرة هذا الإنسان، أو التعبير عنها، وهو يكره مثل هذا القمع، ويرفض مصادرة الرأي، فيأتي منه ذلك مما يدعونا إلى ان نقول (حتى أنت يا بروتس.. حتى أنت يابروتس). وحزنت وهو يعبر عن ألمه لعدم مشاركته في توديع استاذنا الشيخ محمد فدا إلى مثواه الأخير، لأنه كان والسيد عبدالله الجفري مستضافين في الرباط، وذكر عبارات لطيفة للصديق الأديب الدكتور عبدالله مناع، والذي هو طبيب في مهنته ولكنه عندما يمارس الأدب يتحول في بعض جوانب مداخلاته ومراجعاته ونقده إلى جراح يكره حتى استخدام المخدر، لكننا ممن نستمتع بكتاباته ونقدر فكره وأدبه ونذكر له أيضا انه ممن شرفوا الرباط لفترة ولكن الله سلّم.

فتحية من الأعماق للأستاذ الصديق أبو وجدي السيد عبدالله الجفري ولأبي الشيماء محمد سعيد طيب، وللأخ الدكتور عبدالله مناع، ولا أقل من نذكر محاسن أمثال هؤلاء الرجال فقد قاموا بواجبهم، ورحلوا إلى جوار ربهم، ومن حقهم علينا شيء من التكريم ولو بعبارات صادقة ورموز يحتفظ بها لنحيي ذكراهم.

والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل