الأستاذ عضوان الأحمري – محمد سعيد طيب والتمنطق حول الفستق – جريدة الوطن

المصدر : جريدة الوطن

محمد سعيد طيب والتمنطق حول الفستق! هناك أناس سخروا أقلامهم “الخفاشية”, وحتى إن كانوا محسوبين على حركة التنوير, ينالون من المثقفين والإصلاحيين والوطنيين عبر منتديات الإنترنت, ولا يستطيعون المواجهة أو النزال والمناظرة باسم صريح, ولعل هذا من علامات الوهن والضعف.
الأسبوع الفائت, استضاف الزميل أحمد عدنان في برنامج عيشوا معنا رجل الناشط المعروف محمد سعيد طيب,الذي سمح له بالسفر بعد سياحة داخلية مدتها 5 سنوات, فطار إلى بيروت وحل ضيفاً على برنامج (عيشوا معنا) في قناة LBC .
طار بأجنحته القديمة إلى بيروت,جناح به حرية والآخر مثقل بالهم الوطني,يعرف كيف يتحدث ومتى, فخبرته في الحياة العملية والإصلاحية تجعل منه مدرسة للمتحمسين سريعي الخطى. لم ينل من بلاده أو حكومته بل أعلن عليهما الحب، فامتدح النظام الأساسي للحكم أكثر من مرة, وتحدث بشفافية عن قوميته التي لا ينكرها وقال إنه لا يرى نفسه ليبرالياً وإنما هناك من صنفه كذلك..
المذيع أحمد عدنان كان محامي الشياطين والأخيار معا، ذكياً في وضع الفخاخ للضيف, ومحمد سعيد طيب كان يستشعرها وكأنه صائد ألغام ليسير إلى بر الأمان. ومع ذلك, لم يرض طيب بعض الخفافيش “الليبرالية” التي بدأت بالنيل منه ومن المذيع.
بالتأكيد يا محمد سعيد طيب, لم تكن وطنياً,لأنك نزعت عنك رداء الليبرالية, فهم يا سيدي الكريم لم ينبسوا ببنت شفة حين قال عثمان العمير إنه لا يوجد ليبرالية حقيقية في السعودية, وغيره كثيرون,فهم يستحون منه, ولم يشفع لك تاريخك أن يعرفك هؤلاء “المتلبرلين”… وبالتأكيد, فلم تزايد على وطنيتك أو شككت في وطنية الآخرين, ولم تكن غوغائياً, فهنا لم تعجبهم أيضاً. ولو أنك صرخت بأعلى صوتك وقلت بأن التمنطق حول الفستق هو أحد أساسيات القطب المتجمد الذي سيذيبه الاحتباس الحراري بفعل الفلفل الأحمر المتوسط,لصفقوا لك كثيراً وقالوا: الله عليك يا فيلسوف العصر.
لكن عوداً إلى فستق البحر المتوسط,هناك من يقشر الفستق ويأكل ما بداخله, وهناك من يأخذ القشر ويتأمله كيف كان يغطي الفستق, ولا شيء يعدل الوطن.