علي الدميني – قصيدة ” الصبح “

المصدر : منبر الحوار و الإبداع

 

لقد  تأخرت  حتى  ملّك    الأرقُ

واخضلّ، من حزنه، في قلبي  الورقُ

شربتُ من ماء زمزمَ، والفرات، ومن

بردى، فما أُطفئت  في  قلبي  الحُرَقُ

أشدو على “الناي” أحزاني وفاتحتي

و حيثما  لاح  برقٌ،  رحتُ  أبترقُ

قصيدة “الصبح” (*)

شعر : علي الدميني

لقد  تأخرت  حتى  ملّك    الأرقُ

واخضلّ، من حزنه، في قلبي  الورقُ

شربتُ من ماء زمزمَ، والفرات، ومن

بردى، فما أُطفئت  في  قلبي  الحُرَقُ

أشدو على “الناي” أحزاني وفاتحتي

و حيثما  لاح  برقٌ،  رحتُ  أبترقُ

لقد تأخرت،  يا صبحاً  عليه    دمي

حتى اصطفاني، ندامى النارِ، والغرقُ

كم  انتظرتك،  طفلاً،  أثقلت  كتبي

حقيبةَ الظهر،  و ارتهنـَت لها  العنقُ

وكم رسمتك  في  شرخ  الصبا قمراً

تلهو الصبايا  على  خديهِ،  و الشفقُ

حتى  تجمّد  ” وعد” العاشقين على

غصن “المشيب”، فلا صاحٍ ولا  أرِقُ

يا سيدي “الصبح” من يحصي قوافلنا

على “السراط”  إذا ما اعتمت طرقُ

و من  سيكتب  أوهاماً  حلمت  بها:

أن يستفيق “المعنّى”  حين  يختنق ُ

و يخرج النيل من  ” تابوته” طرِباً

ينمو السؤال على زنديه و ” القلقُ”

يا سيدي  كم شربنا  الريحَ  داليةً

من فضّة الفجر حتى  يأفل  الغسقُ

وكم  رسمنا  على الساعات موعدنا

وكم لبسنا  المنايا، و الهوى ” رَمَـقُ”

لقد  تأخرت،

لكني  أرى  وهجاً

من طيفك الغض،  يعدو خلفه  الأفقُ

فالأرض ترقص، لا البركان غازلها

بنهر شعرٍ، و لا  الكتّاب  إن نطقوا

والناس  تخرج  من  أكفانها  فرحاً

و يهجر الموتَ، مَن ماتوا، ومَن أبـِقوا

الله  ..  كيف استعاد  الحُلْمُ  مهرته

بين الملايين؟ “إنّ  الحلم ما عشقوا”

هذا هو  “الشعب” إن أزفت إرادته

غنّى له ( الكون) وانفتحت له الطرقُ

(*)  إلى الأشجار العالية في حياتنا  : إلى ” أبو أمل  ” وإلى ” أبو الشيماء”