المصدر : من ممنتديات آل زيدان
الدكتور كمال الصبحي يوجه اسئلة الى مجموعة ليبراليين سعوديين، والرجل كاتب في صحيفة الوطن من أيام قينان الغامدي قبل ان يتوقف كذلك في الاقتصادية، وهو الان ومستشار لمجموعة شركات كبرى
عبدالعزيز قاسم
السؤال الأخوي الثاني لليبراليين السعوديين:
لماذا لا تطبقون ما تطالبون الدولة بتطبيقه؟
بقلم الدكتور كمال بن محمد الصبحي*
كان لدي مشروعي الإصلاحي من خلال ثوابت هذه البلد. وضغطت كثيرا، ووفقنا الله لإصلاح العديد من الأمور عن علم وفهم، وليس عن حسابات شخصية. ثم توقفت لأن من كنت أعتمد عليهم – بعد الله – إختفوا من المسرح.
وأعترف بأن معظم مايكتبه من يسمون نفسهم بالليبراليين ينم عن جهل وتصفية حسابات. قد يكون وجود الليبراليين مهم في الصحافة لأسباب مفهومة، ولكن أعدادهم تجاوزت بكثير ماهو مطلوب للموازنة وغيرها، وأصبحت هذه الأعداد تهدد أسس الدولة، مما يحتم الحد منهم حتى يصبحوا نافعين وغير ضارين.
ولأنهم أصبحوا يعتقدون أنهم أذكياء وبعضهم يتطاول، وكأنهم أصبحوا المنقذين الذين سيخرجون الدولة من مشاكلها، فأرغب في أن أوجه السؤال الثاني لهم بعد سؤال المقال الأول: لماذا لاتطبقون ماتطالبون الدولة بتطبيقه؟
ولكي لايصبح الكلام دون أساس، فإنني أورد بعض الأمثلة الموثقة بالأدلة والشهود ووضعية الحال التي لاتخفى على صاحب عقل:
أولا: محمد سعيد طيب
يعتبر أخونا محمد سعيد طيب نفسه من الإصلاحيين الليبراليين. كان مديرا عاما لشركة تهامة في مدينة جدة. عندما كنت أكتب في جريدة الإقتصادية إنتقد الكاتب المعروف ياسين جفري أداء شركة تهامة من خلال مقال طويل. وهنا ثار أخونا محمد سعيد طيب، وقام بما يلي:
- طلب من كتاب صحفيين أن ينتقدوا ياسين جفري في مقالاتهم. وفعلا كتبوا العديد من المقالات الهزيلة من الناحية العلمية، وتهجموا فيها على الدكتور الجفري.
- قام محمد سعيد طيب بإرسال تلك المقالات مع كل ملحق صحفي من التي تصدرها تهامة لكل المشتركين.
- هدد محمد سعيد طيب بالتقدم بشكوى للمحكمة الشرعية ومعاقبة الكاتب الجفري على تطاوله.
وقد أرعبنا الرجل بتصرفاته في الإقتصادية آنذاك، خوفا على زميلنا الكاتب الجفري. وقام أناس بالتوسط حتى هدأت الأمور.
بعد بضعة شهور، قام ملاك شركة تهامة بإحضار شركة إستشارية مالية دولية للتحقق من كلام الجفري، وتقويم أداء شركتهم. ثم تم الإعلان في جريدة عكاظ بأنه تم قبول إستقالة محمد سعيد طيب، وأن هذا لاعلاقة له بما أثير عن مقال الدكتور الجفري!!
سؤالي: لماذا لم يتحلى أخونا محمد سعيد طيب بما ينادي به؟ ولماذا لم يتقبل النقد البناء، خصوصا وأن المقال لم يتحدث عنه شخصيا، بل تحدث عن أداء الشركة من خلال تقويم مالي بإستخدام أساليب علمية معروفة؟
ثانيا: عبدالرحمن الراشد
يلاحظ الجميع على مدى سنوات طويلة أن كافة من يعملون تحت إدارة الراشد في كل إدارة يديرها (الشرق الأوسط ، العربية) يدخلون بشنبات، ثم بعد فترة تلاحظ أنهم أصبحوا بدون شنبات .. مثله!!
ومن المستحيل أن ترى أناسا لديهم توجهات فكرية مختلفة عنه تحت إدارته. أما العنصر النسائي، فأمر ملاحظ أنه لايمكن أن تكون تحت إدارته إمرأة محجبة .. حتى هذه اللحظة على الأقل. وهو قد يمتلك الدهاء لكي يجعل إحدى موظفاته تتحجب غدا لكي يكذب مقالي. أنا أتكلم هنا عن أداء الرجل على مدى سنوات.
سؤالي: أين الديمقراطية والإستماع للطرف الآخر والحرية التي تنادي بها ياعبدالرحمن الراشد؟! كيف تريد للآخرين أن يتقبلوك، إذا كنت أنت لاتتقبلهم؟ وهل لو سلمناك وزارة سوف تخرج منها كل أطياف البشر ماعدا الطيف الذي تنتمي إليه؟ إذن .. كيف نسميه وطن؟!
ثالثا: د. غازي القصيبي
ترددت كثيرا في الكتابة عن القصيبي، لأنهم قالوا لي أنه صديق للملك. والملك صديق للجميع .. وصديق للحقيقة ، ومانكتبه هنا في مصلحة القصيبي.
إنه أمر ملاحظ أنه عند تولي الدكتور غازي القصيبي لأي منصب، بما في ذلك منصب وزير العمل، فإنه لايقوم أي كاتب ليبرالي بإنتقاده في مقال علني مكتوب في الصحافة. وحتى عندما كتبت مقالا نقديا على مدى 3 حلقات قبل سنوات في الإقتصادية لكتابه (حياة في الإدارة)، فقد أبدى بعض الكتاب لي عدم رضاهم من نقدي له، لأنهم يعتبرونه فوق النقد !!
في وزارة العمل حاليا، فإن الوحيدين الذين يشتكون منه هم طائفة الشباب الباحث عن عمل ورجال الأعمال، وهؤلاء لم يستطيعوا أن يوصلوا صوتهم للدولة بطريقة صحيحة لأن الإعلام الليبرالي المسيطر ليس معهم.
على الجانب الآخر، كانت أقلام الكتاب الليبراليين تنتقد وزير العمل السابق الدكتور علي النملة بطريقة فجة، لمجرد أنه ينتمي لفكر غير فكرهم.
وحتى عندما قام القصيبي في حفلة عامة بالدمام قبل بضعة أسابيع، وقال أمام الناس: (والله والله والله أتمنى أن يكون لكل مواطن سعودي الوظيفة التي يرغب بها) فإن هذا القسم غير المسبوق إعتبره الليبراليون قسما متميزا، بينما أي متخصص في الإعلام يعلم أن هذا التصريح لاينبغي أن يتفوه به مسؤول في الدولة، لأنه يمثل عجزا غير مقبول صادر من مسؤول بقي في منصبه لسنوات طويلة.
ولا يضير القصيبي أن يخطيء طالما أنه يجد من ينتقده لكي يصوّب خطأه. ولكنكم تركتموه دون أي نقد، فكبرت أخطاؤه مع كبر سنه .. في وزارة تخص الشباب أكثر من غيرهم.
سؤالي لليبراليين: ماهذا التمييز؟ وأين الديمقراطية والمساواة والبحث عن الحقيقة وتحسين أداء الدولة؟ إن الدكتور غازي القصيبي مجتهد في وزارة العمل، ولكن أداءه – مثل غيره – لايشفع له لكي يكون بعيدا تماما عن نقدكم، فهل أنتم تبحثون عن مصلحة البلد، أم أنكم (تبرحون) لبعضكم البعض لكي تكون لكم مكتسبات شخصية؟ بصراحة حيرتمونا .. تتحدثون طوال الوقت عن النقد البناء والحرية والرأي الآخر .. ولاتمارسونها !!
رابعا: صديق ليبرالي
إتصل بي صديق ليبرالي تعرفت عليه في البحرين. كنت أدربه مع مجموعة من منسوبي شركته. ومرت إمرأة جميلة بينما كنا جالسين في ردهة الفندق، فتنهد ، وقال: ياقلبي يا كتاكت يا ما أنت شايف وساكت!! هذه الجملة هي كلمة السر هنا لكي يعرف نفسه، والستر واجب!!
لاحظت من حديثه أنه يقول أنه (نصير للمرأة). إنما ليس لديه مانع فيما يلي:
- أ- أن تكون له سكرتيره مواطنة جميلة بدل السكرتير الهندي القبيح الذي أقرفه عيشته.
- ب- أن يترك زوجته قابعة في المنزل مع الأولاد، ويذهب ليقضي إجازته في (..) حيث يستمتع بالنساء كما يقول.
سؤالي: كيف تكون – ياصديقي الليبرالي – نصيراً للمرأة، بينما أنت تقرف وتخون زوجتك (التي تطالب بحقوقها) إلى هذا الحد؟ وهل ترضى أن تكون إبنتك السكرتيرة الجميلة لمدير آخر لكي يفعل بها ماتريد أنت أن تفعله ببنات الناس؟! وهل تعتقد أن هذا سيفسد حياتها وسعادتها؟!
· * *
يا إخواننا الليبراليين: لدي – منذ أيام الصحافة – أسماء كثيرة منكم، مع أدلة تثبت أن مايمارسونه في حياتهم الشخصية والعامة بعيد كل البعد عن مايصرحون به ويطالبون بتطبيقه. يعني: الشغلة بيع حكي!!
وأقول لكم: حافظوا على مالدينا، وأبنوا عليه، وأعملوا على تطويره ضمن ثوابتنا ووطنيتنا.
هذه دولة تحوي أطيافاً مختلفة، ولكل طيف دور لابد أن يقوم به لحفظ الأسس والتوازن. ومنطق الدولة لابد أن يسمح للجميع بالعيش المشترك والتآخي في سبيل أن تبقى خيمة الوطن تظلل الجميع، مع المحافظة على ثوابت الوطن. وبالنسبة للأقليات، فلم يمانع أحد أن يمارسوا مذهبهم في أماكنهم.. بعيدا عن أي تأثيرات غير وطنية.
وأنتم أيها الليبراليون – مثل غيركم – تبحثون عن (مكتسبات شخصية) .. لا ضير في ذلك، فهو من طبيعة البشر !! لكن العاقل من عرف حجمه وأدرك أبعاد قوته ..
المستمدة من منصب أو وضع معين أسند له من الدولة أو أحد رجالاتها .. لكي يبني .. ويتعايش مع الآخرين بسلام .. أو على الأقل ضمن الحد الأدنى من التعايش .. لا لكي يخلق صدامات ويهدم ويخلق مشاكل ويؤذي الدولة في أسسها، فنخسر جميعا!!
وإذا كنت مخطئا، فليتفضل أحدكم ويصحح لي بكل أدب!!
* كاتب ومستشار اقتصادي