المصدر : جريدة عكاظ
في الوقت الذي تنشد فيه الشعوب الاستقرار وتقدم الدعوات الإصلاحية على أهمية البناء والتنمية وفق الهوية الاجتماعية والحضارية والدينية كما هو في المجتمع السعودي، تخرج دعوات يتبناها بعض من ينتمون لهذا الوطن عبر بيانات تحاول إحداث حالة من الفرقة والاختلاف داخل بنية المجتمع، وهو ما حدث في البيان الأخير الذي يخلط فيه موقعوه بين ما حدث في القطيف في المنطقة الشرقية ومحاكمة الذين أدينوا في ما يسمى باستراحة الخلية، وهذا الخلط الذي عبر عنه في البيان يعكس الارتباك في اللغة المشوشة والقفز على الحقائق وليها باتجاه الباطل لا باتجاه الحق وتبيان الحقيقة، ويفسر تفسيرا واضحا وهو استغلال الظروف الراهنة في بعض الدول العربية وما يحدث فيها من ثورات وقلاقل لاستدراج المملكة إلى مثل هذه الثورات والقلاقل ومن ثم إحداث حالة من الفوضى دون الالتفات إلى ثوابت الدولة ومرتكزاتها الدينية والاجتماعية والحضارية دون الوعي بضرورة الحفاظ على اللحمة الوطنية وجعل الإصلاح بمعناه التنموي والسياسي حالة إيجابية لا الدعوة الى الفوضى واستغلال الظروف العربية الراهنة وإسقاطها على الداخل.
ثمة خلط بين أناس يحاولون الإخلال بالأمن بدوافع خارجية، كما حدث في القطيف والعوامية في المنطقة الشرقية، ومن يحاول صياغة وصناعة الدسائس ضد الدولة والمجتمع، ذلك أن البيان المشوش والمرتبك يعبر عن سوء النية في توقيعه ويعبر عن غياب للحس الوطني حقا.